أمريكا تقتل القتيل في سيناء وتعزي في القاهرة!
انتهت الحروب التقليدية القديمة وبدأت منذ سنوات حروب جديدة تجعل الدول المستهدفة تدمر نفسها بنفسها من دون أن تتكفل بشيء ولا تتكلف خسائر بشرية ودون أن تكون في المواجهة المباشرة بما يهدد مصالحها في المستقبل !
وبالنظرية السابقة يمكن فهم دعم الغرب وأمريكا لوصول الإخوان إلى السلطة في مصر ودعمهم الفوري والعلني ـ وهم في السلطة هذه المرة ـ للإرهابيين في سوريا وغيرهم في ليبيا وظهر للجميع أنه لن يتوقف عند سوريا وليبيا وهو ما أدركته الدول الخليجية على الفور وكان سببا رئيسيا لدعم مصر في 30 يونيو بكل قوة وضد الرغبة الأمريكية!
وبناء على ذلك فالمشروع الأمريكي الشيطاني -نكرر- تعثر في مصر ولذلك وبخلاف الكراهية التاريخية بين البلدين-موضوعيا وشعبيا وليس رسميا- إلا أن أمريكا وجدت نفسها في مباراة مع مصر لم تبدأ برفض 30 يونيو ومحاولتها إجهاض ثورة الشعب وقتئذ مرورا بمنع الأباتشي ودعوات إعادة النظر في المعونة الأمريكية إلى تقارير حقوق الإنسان الأسبوع الماضي وقبلها استقبال وفود الإخوان والضغط الدائم لإرجاع الإخوان إلى الساحة السياسية في مصر وهو ما ترفضه القيادة المصرية تماما !
أكثر الدول تضررا من قناة السويس الجديدة هي إسرائيل ليس فقط لإجهاض فكرة طريق عبور التجارة عبر ميناء إيلات وإنما وهذا هو الأهم باعتبارها بداية الزحف السكاني والتنموي لتعمير سيناء وهو السبب الذي دفع السيسي لاختيار مشروع قناة العاصمة الجديدة بين القاهره والسويس لأهمية الحشد السكاني قريبا من سيناء!
وعندما نضيف إعلان مصر مع روسيا إعادة تأهيل مصانع الخمسينات والستينات مع مشاريع تنموية عملاقة مثل الساحل الشمالي الشرقي والنووي السلمي ومنخفض القطارة ووضع مشروع ممر التنمية على جدول البحث مع استعادة أفريقيا وغيرها..عندئذ ندرك كم الخوف في إسرائيل فضلا عن أمريكا !
نعود للنظرية الأولى لنتأكد أن أمريكا من خلال أدواتها في قطر وتركيا هي من تدير كل ما يجري نيابة عن نفسها وعن إسرائيل وبالتالي فمن المؤكد أن السفارة الأمريكية ضالعة بشكل أو بآخر بدعم الإرهاب ومعها سفارات أخرى تستغل حصانة الحقائب الدبلوماسية في دعم الإرهاب..علما بأن الحقيبة الدبلوماسية مصطلح يقصد به كل شحنات قادمة من بلد السفارة إليها مهما كان حجمها وليس حقيبة بالمعنى المباشر واللفظي !
أمريكا تدير كل ما يجري من الإرهاب والمدهش أنها تدين الإرهاب بعد كل حادث وتعلن تضامنها مع القاهرة!
أمريكا تقتل القتيل وتسير في جنازته ومن المؤكد أن القيادة المصرية تعلم كل ذلك لكنها تعلم أنها في مباراة كبيرة وطويلة ونحن خلفها ومعها وليس هناك خيارات أخرى !