رئيس التحرير
عصام كامل

«بحيرة المنزلة» تصرخ: «أريد حلًا».. مصرف بحر البقر شريان التلوث.. الصرف الصناعي يهدد حياة الأسماك.. «البيئة» تنشئ محطتين للتحسين.. و«الري» تدشن مشروعا بتكلفة 31

مصرف بحر البقر -
مصرف بحر البقر - صورة أرشيفية

يتوفر لبحيرة المنزلة أهم مقومات المربى السمكي الطبيعي لتوافر المواد الغذائية الطبيعية واعتدال المناخ طوال العام، كما تتميز بالاتصال بالبحر الأبيض المتوسط من خلال البواغيز والفتحات التي تسمح بتبادل المياه وتوازنها ودخول وخروج الأسماك وهو ما ساعدها على وجود أفخر أنواع الأسماك؛ فهي أكبر وأهم البحيرات الطبيعية الداخلية في مصر وأخصبها.


لكن كما قيل «الحلو ما يكملش»، ورغم الجهود الحثيثة المبذولة من قبل الدولة الاستفادة من البحيرة، تعانى من العديد من المشاكل البيئية والأمنية التي تبحث عن حل منذ سنوات عديدة؛ منها القمامة والتلوث المنصب من مصرف بحر البقر وانسداد البواغيز ونفايات المصانع والبلطجة.

وعلى هذا الأساس أصبحت البحيرة مهددة بالانهيار الاقتصادي، وسنعرض خلال السطور القادمة أبرز المشاكل البيئية التي تعانيها بحيرة المنزلة.

التجفيف

تعتبر مشكلة التجفيف واحدة من أكبر المشاكل التي تعاني منها بحيرة المنزلة، وأسبابها تتلخص في، التجفيف بغرض الزراعة، وهو ما أدى إلى خروج محافظة الإسماعيلية من بحيرة المنزلة بعد تجفيف منطقة أم الريش وصان الحجر والحسينية وبحر البقر، والتى كانت تشتهر فى الثمانينات بأشهر المزارع السمكية بعد تحويلها لأراض زراعية.

والتجفيف بغرض التوسع العمرانى للوفاء بحاجة بعض المحافظات لمساحة من الأراضى للتوسع العمرانى خاصة بورسعيد والتى استقطعت آلاف الأفدنة، وأخيراً التجفيف بغرض شق طرق جديدة مثل طريق دمياط بورسعيد بديلا للطريق الساحلى.

تغير الشطآن

التغير المستمر فى شطآن البحيرة، واحدة من المشاكل التي تواجه البحيرة؛ فقد كان له آثره الواضح على طبوغرافية البحيرة وبالتالى على شكل ومسار شواطئها، والذى نتج عنه تأثير واضح على دوران المياه الذى يعتبر ضرورة حيوية لاستمرار الحياة فى البحيرة.

جرف المجاري 

يضاف إلى المشاكل البيئية التي تواجه بحيرة المنزلة، جرف وتوسيع المجارى المائية وذلك لتوسيع القنوات الملاحية داخل البحيرة والتي تؤثر بصفة خاصة على أحياء القاع.

الصيد المخالف

عبر اللجوء لأساليب الصيد المخالفة داخل البحيرة، ويتمثل الصيد المخالف فى الحرف غير القانونية واستخدام المبيدات والصعق بالكهرباء والغاز، مما يؤدى فى النهاية الى هدم البيئة السمكية.

كما أن الصيد بالمبيدات الحشرية لا يقتصر أثره على الأسماك بل يتعداه إلى الإنسان وباقى الكائنات الحية الموجودة.

إضافة إلى طرق الصيد المخالفة الأخرى كالتحاويط والقربة والطارة واللفة وتعتبر شباك الطارة من الطرق المخربة، حيث تستلزم كميات هائلة من النباتات المائية المناطق البحيرة المختلفة والتى بسببها أصبحت البحيرة شبه مغطاة بالنباتات التى تمنع حركة المياة والصيد والملاحة.

مصرف بحر البقر

وكان للتلوث دوره في الإضرار البيئي لبحيرة المنزلة، فهناك التلوث الناجم عن مياه الصرف الصحى غير المعالج، ويعتبر مصرف بحر البقر أخطر هذه المصادر ويبلغ طوله 190 كم ويمتد من جنوب القاهرة ماراً بمحافظات القليوبية والشرقية والإسماعيلية والدقهلية ويصب فى بحيرة المنزلة وتقدر كميات مياه الصرف الصحى غير المعالجة التى يلقيها المصرف حوالى 1.5 مليون مكعب يوميا.

مخلفات المساكن

يضاف إلى أشكال تلوث البحيرة، الصرف الصحى الناجم عن مخلفات مساكن المجتمعات السكانية التى تلقى مخلفاتها على جانبى مصرف بحر البقر وشواطئ البحيرة وشبكات الصرف الصحى مباشرة من المدن والقرى المطلة على بحيرة المنزلة مباشرة وأقربها مصرف محب والسيالة بدمياط.

الصرف 

وتشهد تلوثاً ناجما عن الصرف الزراعى المحمل بالمبيدات، ومصادره مصارف «السرو، حادوس، رمسيس، بحر البقر»، وتقدر كميات المياه التى تصرفها هذه المصارف فى البحيرة حوالى 6 ملايين متر مكعب يومي، وينحصر الأثر الضار لهذا النوع من التلوث فيما تحمله المياه من بقايا مركبات المبيدات والأسمدة والمعادن الثقيلة.

وأخيراً التلوث الناجم عن مياه الصرف الصناعى غير معالج، وتكمن خطورته فيما تحمله هذه المياه من معادن ثقيلة أهمها الرصاص والزرنيخ والحديد والكادميوم.

تجدد الأمل 

رغم كل هذه المشاكل التي تعانيها بحيرة المنزلة، يتجدد الأمل في محاربة التلوث وإعادة الأهمية الاقتصادية لهذه البحيرة، مع كل تصريح يخرج به مسئول في الدولة، وكانت آخر هذه التصريحات ما جاء علي لسان الدكتور جمال الصعيدى، رئيس قطاع الفروع بوزارة البيئة، والذي أكد من خلاله أن الوزارة تعمل بصفة مستمرة على تحسين حالة بحيرة المنزلة من خلال إنشاء محطتين لتحسين الصرف الصناعى بالمناطق الصناعية ببورسعيد، الأولى بجنوب الرسوة، ومنطقة أخرى تابعة لوزارة الاستثمار.

هذا إلى جانب إعلان وزارة الري قبل أيام، تدشين مشروعا بتكلفة 315 مليون جنيه للتطوير وتنمية البحيرة؛ بهدف ضمان حرية حركة المياه بين البحر المتوسط والبحيرة لمعالجة مشاكل التلوث وتحسين جودة المياه.


الجريدة الرسمية