رئيس التحرير
عصام كامل

«قهوة زينب خاتون».. هدية الأمير حمزة الخربوطلي لزوجته الجارية

فيتو

رائحة ماء الورد التي يلقيها صبي المقهى تبعث في النفس راحة وأصالة، لايمكنك الشعور بها إلا بين هذا الزخم التاريخي الذي يحاصرك في مقهى «زينب خاتون» الواقع خلف الجامع الأزهر، ناهيك عن ذاك الصبي الذي يطوف بين الطاولات بالبخور، فيعطر كل الحاضرين ببهجته وابتسامته التي تكسو وجهه.


هي محض تفاصيل صغيرة لكنها قادرة على جذب قلبك تجاهها، فلا تجد يداك بدا من عشق المكان، والتردد عليه كلما آن للقلب أن يستريح من صخب الحياة الخارجية وضوضائها وسرعتها غير المتناهية، تفاصيل تبث في الماضي روحه فتحيا بين جدرانه؛ لتشاهد نفسك قد انتقلت إلى عصور قديمة وإلي مصر المملوكية والفاطمية، ولكن على الرغم من شهرة المقهى الكبيرة، إلا أن الكثيريين لا يعلمون أصل تسمية المقهى باسمه الحالي، وإلي من يعود ذلك البيت!.

كانت «زينب خاتون» إحدى خادمات محمد بك الألفي، أحد أكبر أمراء المماليك، وتزوجت خاتون الأمير «الشريف حمزة الخربوطلي» بعد أن أعتقها مالكها وتحررت من قبضته، فأصبحت أميرة بعد زواجها من الخربوطلي، وأضيف لاسمها لقب «خاتون» أي المرأة الشريفة الجليلة.

ويرجع تاريخ البيت إلى مؤسسته الأميرة "شقراء هانم" حفيدة السلطان الناصر حسن بن قلاوون، أحد أشهر السلاطين المماليك، وظل المنزل ملكًا لشقراء حتى عام 1517 مع دخول العثمانيين لمصر، ليتعاقب الوافدون الجدد على سكن المنزل، وأضفوا لمساتهم عليه حتى اشتراه الأمير «الشريف حمزة الخربوطلي» لزوجته «زينب» بعد زواجه منها، وظل يحمل اسمها؛ لأنها كانت آخر من سكن هذا البيت قبل أن يُضم إلى وزارة الأوقاف المصرية.

ثم تحولت منذ سنوات الساحة الصغيرة التي تقع يسار المنزل، والواقعة بين مجموعة من الآثار الإسلامية إلى قهوة مصرية تحمل اسم «زينب خاتون»، وهذه القهوة تتميز بالطابع العربي الممييز وتقدم فيها المشروبات المصرية بنكهاتها المختلفة، ويجاور المقهى مجموعة من البيوت الثقافية التاريخية مثل "بيت العود" و"بيت الشعر - الست وسيلة".
الجريدة الرسمية