رئيس التحرير
عصام كامل

هل ما كان قبل الثورة.. يصلح بعدها؟!


لعل ما نراه من اهتمام ملحوظ بالجولات الميدانية المفاجئة لرئيس الوزراء إبراهيم محلب، لمواقع العمل والإنتاج.. وكذلك ما نشاهده بمحاكمات الإخوان ورموز النظام السابق، إنما يعود إلى افتقادنا ثقافة المحاسبة والشفافية وسيادة القانون عقودًا.. ولو كان هناك رادع للمفسدين والمهملين، ما وصلنا لما نحن فيه الآن من تجريف للوعي والموارد، أصاب مجتمعنا في مقتل.. والسؤال هل ما كان قبل الثورة يصلح بعدها؟ 


وبمعنى آخر، هل يمكن أن يتكرر المشهد فنرى مسئولين - كبروا أو صغروا - يرتكبون جرائم في حق الوطن ثم يكون أقصى عقاب لهم هو إقصاؤهم أو إعفاؤهم من مناصبهم دون قصاص عادل، واسترداد ما نهبوه من لحمنا الحي؟.. هل يمكن لمجتمع صحا بعد ثورتين على مشاهد محاكمات مَثل أمامها رموز وأساطين نظامين سقطا وصدر في حق بعضهم أحكام تصل للإعدام والمؤبد.. هل يمكن لهذا المجتمع أن يتسامح في حقه أو يرضى بأن يفلت الجناة من العقاب؟.. الإجابة قطعًا لا.

ما كان يحدث قبل الثورة لا يمكن أن يستمر بعدها، خصوصًا في ظل قيادة جادة مخلصة في احترام الشعب الذي ينتظر أن يعلو أداء الحكومة حتى يترجم مثل هذا الاحترام المتبادل بين الشعب ورئيسه، إلى سياسات وواقع معاش يتطلع إليه الرئيس الذي لا يزال يدعو لمحاربة الفساد والوقاية منه، تمامًا كما يدعو لمحاربة التطرف والإرهاب.
الجريدة الرسمية