رئيس التحرير
عصام كامل

شيخ الأزهر: القول بعصمة غير الأنبياء يهدم النبوة

 الدكتور أحمد الطيب-
الدكتور أحمد الطيب- شيخ الأزهر

أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن الشيعة يقولون بسقوط عدالة الصحابة -رضوان الله عليهم- وأنَّهم لا يختلفون عن سائر البشر، ويخطِّئونهم ويفسقونهم، بل وبعض الغلاة يكفرونهم.


وأضاف الطيب أن الصحابة عدول بسبب صحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح لأي منتسب لأهل السنة والجماعة أن يعتقد بسقوط عدالة الصحابة كما هو الحال عند الشيعة؛ لأنه سوف يصطدم حتمًا بآيات صريحة في القرآن الكريم وأحاديث نبوية صحيحة تثبت عدالتهم بسبب صحبتهم للنبي ثم إخلاصهم في هذا الصحبة وتضحياتهم العظيمة من أجل إقامة هذا الدين، وتبليغ رسالته.

وأكد في حديثه الذي سيذاع اليوم الجمعة، على الفضائية المصرية قبيل الإفطار، أن الفرق الثاني بين أهل السنة والشيعة هو أنَّ العدالة –عند أهل السنة- هي مَلَكَةٌ بشريَّة تَحُولُ دون وقوع العدل في المعاصي، ولكن يجوز معها أن تتغلب النوازع ويقع في الذنب، أمَّا العصمة فتعني استحالة الوقوع في الذنب بسبب حفظ الله عز وجل للرسل والأنبياء بواطنهم وظواهرهم من التلبس بالمعاصي.

وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى ضمن للأنبياء ألا يقترفوا الكبائر، والدليل أنّه لو سمح للأنبياء بأنَّ يقترفوا الكبائر وبينها الكذب -وهو أكبر الكبائر- لانهارت الأديان كلها: "فإذا جاوزنا الكذب للأنبياء، فكيف كان يمكن أن نصدق نبيًا إن قال لنا: إنَّه لا إله إلا الله، وأنَّ هناك آخرة وغير ذلك، فصدقهم واستحالة وقوع الكذب منهم هو الذي جعلنا نصدقهم في جميع أقوالهم وأخبارهم، وهنا تكمن أهمية العصمة للأنبياء؛ لأنهم يبلغون الناس عن الله تعالى الدين.

وخلص الإمام الأكبر إلى القول، بأن مفهوم العدالة عند أهل السنة هو العدالة التي يجوز معها الوقوع في الخطأ، وهذا المفهوم ينطبق على الصحابة- رضي الله عنهم أجمعين؛ ولذلك يجوز للصحابي أن يقع في الخطأ، أما الشيعة فإنهم لما توسعوا في مفهوم العصمة وجوزوها لغير الأنبياء، اضطروا لفتح باب الوحي للأئمة من بعد الأنبياء.
الجريدة الرسمية