رئيس التحرير
عصام كامل

شيخ الأزهر: العصمة مقتصرة على الأنبياء

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب

أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أنَّ "العصمة هي عدم القدرة على الوقوع في الذنب".

وأضاف: "أن المعصوم هو الذي إذا أراد أن يقع في الذنب ومنعه الله تعالى من الوقوع فيه، أما العدالة فالمَلَكَة الراسخة في نَفْسِه هي التي تمنع الشخص من الوقوع في الذنب، لكن في العِصْمة لا يقع المعصوم في الذنب لكونه لديه هذه المَلَكَة فقط، ولكن الله سبحانه وتعالى توَلَّى حِفظَه من مواقعة الذنوب الظاهرة والباطنة".


وأضاف في حديثه لليوم الثامن من شهر رمضان المبارك، الذي سيُذَاع على الفضائية المصرية قُبَيْل الإفطار: "أنَّ المعصوم لا يمكن أن يقع في الكبائر، أو يقع في الذنوب؛ لوجود حاجز إلهي بينه وبين الذنب كبيره وصغيره، وهو بخلاف الشخص العدل، فمع أنَّ لديه مَلَكَة راسخة في النَّفْس تمنعه من الوقوع في الذنب، إلا أن نوازع النَّفْس تغلب هذه المَلَكَة وتغلب هذه الطبيعة الثابتة عند الصحابة فيقعُ في الذنب".

وتابع: "لكن المعصوم إذا أراد أن يقع في الذنب؛ فإن الله سبحانه وتعالى يمنعه من الوقوع فيه، ونأخذ مثلاً لذلك: سيدنا يوسف عليه السلام: [وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بها]، كان هَمُّ يوسف هَمّ خطرات وحديث نفس، [لَوْلَا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ].. إذًا الذي صرف هذا عن المعصوم هو الله سبحانه وتعالى، هو الذي صرفه عن الوقوع في المحظور؛ ولكن هذا لم يتوفر للصحابة؛ لأن الصحابة ليسوا أنبياء معصومين".

واستطرد الإمام الأكبر في ذِكْرِ الفَرق بين وقوع الذنب أحيانًا من الصحابي، وعدم وقوعه من جانب النبي المعصوم؛ فقال: "إن الموانع والكوابح التي تمنع الصحابي، هي كوابح داخلية إنسانية بشرية، يمكن أن تتخلف ويمكن للنفس أن تغلبها".

وقال: "لكن الكوابح التي في المعصوم كوابح إلهية تمنعه من الوقوع في الذنب مطلقًا، وبالتالي فإن العصمة هي عدم القدرة على الوقوع في الذنب، ولكن العدالة هي ملكة موجودة ومستوى أخلاقي عالٍ، وغالبًا ما يمنع هذا الشخص المتمتع بالعدالة من الوقوع في الخطأ".

وأوضح أنَّ العِصْمَة بمعنى التدَخُّل الإلهي للحيلولة بين المعصية وبين المعصوم وبين الوقوع في أي كبيرة من الكبائر، خاصَّة بالأنبياء والمرسلين فقط، ولا تتحقق لأي شخص خارج دائرة الرسالة والنبوة، والمعصومون هم الذين إذا حدَّثتهُم نفوسُهم بارتكاب الذنوب، فإن التدخل الإلهي يكون حائلاً وحاجزًا ومانعًا وبرزخًا بين المعصوم وبين المعاصي والذنوب، لكن الصحابي ليست له هذه الخاصية، والصحابة والأنبياءُ بَشَرٌ، ولكن الأنبياء بَشَرٌ مُوحَى إليهم ومعصومونَ.

وأكّد أن الشيعة يتفقون مع أهل السنة في أنَّ الأنبياء معصومون بهذا المعنى، لكنهم فتحوا الباب في العصمة لِمَا بعد الأنبياء من الأئمة الذين جاءوا بعد ذلك من نسل السيدة فاطمة _رضي الله عنها_ فعندهم الإمام علي بن أبي طالب _كرم الله وجهه_ معصوم كعصمة الأنبياء من الخطأ ومن الوقوع في الذنب.

وقال: "أمَّا عندنا نحن _أهل السنة والجماعة_ فماعدا الأنبياء ليس معصومًا من الوقوع في الذنب؛ لأنهم لا يتمتعون بالعصمة الإلهية التي للأنبياء، سواءً كانوا من الخلفاء الأربعة أو العشرة المبشرين بالجنة أو سائر الصحابة، فالكل يجوز عليه الوقوع في الذنب".

واختتم حديثه بأن الشيعة قالوا بالعصمة للأنبياء ويمدونها إلى آخرين، فالشيعة الإمامية يمدون العصمة إلى 12 إمامًا، يعتبرونهم كالأنبياء تمامًا في العصمة، بدءً من الإمام عليّ ومرورًا بالإمامين الحسن والحسين، ووصولاً إلى الإمام الحسن العسكري الذي يقولون إنه الآن في دور الغيبة.

وأضاف: "والفرق الثاني بيننا وبين الشيعة، نفيهم العدالة عن جميع الصحابة، وبالتالي تجرأوا على تخطئة جُلهم، بل وتفسيقهم والحكم عليهم بأحكام جائرة، بخلاف أهل السنة الذين يوقرون الإمام علي بن أبي طالب _كرم الله وجهه ورضي عنه_ ومن بعده جميع أئمة أهل البيت، ولكن التوقير المشروع الذي ينفي عنهم العصمة".
الجريدة الرسمية