رئيس التحرير
عصام كامل

كتاب "شهيب" يرد على دعوات المصالحة الموهومة (3)


نواصل ما قاله عبد القادر شهيب عن جريمة العصر التي تناولها كتابه القيم بعنوان "اغتيال مصر.. مؤامرة الإخوان والأمريكان".. مفجرًا مفاجأة من العيار الثقيل، أن من سهل لجماعة الإخوان والشركاء أن يقوموا بجريمتهم تلك الحالة من الغفلة التي انتابت مؤسسات الدولة عما يحاك ويدبر أمريكيًا وإخوانيًا، وأيضًا حالة العنف التي كانت تعاني منها.. وكانت تخفيها تصريحات مغرورة لقادة المؤسسة الأمنية وبعض قادة النظام الذين كانوا مشغولين بالصراع فيما بينهم حول ترتيب الأوضاع السياسية للبلاد بعد مبارك، ولم يكترثوا بالمؤامرة التي كانت تدبر للبلاد كلها.


أشار المؤلف، إلى أن المجلس العسكري الذي أدار شئون البلاد بعد تنحي مبارك، سلم بالأمر الواقع منذ اللحظة الأولى؛ لأنه حسب الكثير من الحسابات لقوة الإخوان سياسيًا، في ظل دعم أمريكي مكنهم من تنفيذ ما يرغبون فيه هم والأمريكان حتى حصلوا على أغلبية البرلمان، ومن بعدها الانتخابات الرئاسية التي اكتنفها كثير من الشكوك وجاءت بأول رئيس إخواني لمصر، رغم كل ما شابها من مخالفات تطعن في نتائجها.

يؤكد شهيب، أن مصادره هي أوراق قضيتي التخابر واقتحام السجون، بما فيهما من تحقيقات وأقوال شهود ومرافعات للنيابة والدفاع والمتهمين، فضلًا عن تقارير أمنية تضمنتها أوراق هذه القضية وتسجيلات لاتصالات تليفونية تمت بأمر النيابة، ورسائل إلكترونية متبادلة بين قادة الجماعة..

يقول الكاتب: إن القراءة السياسية هي ما نحتاجه لفهم ما حدث في مصر في تلك الفترة وحتى قامت ثورة 30 يونيو، وكيف كانت أرضنا مسرحًا لأحقر جريمة في عصرنا، استثمرت فيها أوضاع مصر التي كانت حبلى بالثورة لتوجبه مثار هذه الثورة الوجهة التي أرادها الأمريكان والإخوان أو بالاستيلاء على هذه الثورة بعد التغرير بمن شاركوا فيها ومن رحبوا بها بل بكل المصريين وخداعهم.

الكتاب يحوي كثيرًا من الأسرار وأدلة الاتهام، ومن ثم فهو جدير بالقراءة، ويحتاج لتفصيل أكثر، فاغتيال مصر كان مدبرًا له منذ ما قبل عام 2005.. وللحديث بقية..
الجريدة الرسمية