نجيب محفوظ: استلهمت أحداث رواياتي من قهوة «الفيشاوي»
كتب الأديب نجيب محفوظ، في مجلة الهلال عام 1964، عن أثر الأحياء التي عاش فيها على أحداث وشخصيات رواياته، لافتا إلى أن أكثر قهوة استلهم فيها أفكاره وحوادث رواياته كانت مقهى الفيشاوى بالحسين.
قال «محفوظ» إن «القهوة هي المكان الذي كنت ألتقى فيه بأصدقائى الخصوصيين، وهى بعد ذلك مكان التقاء المثقفين والصحفيين والأدباء بعد أن اشتغلت بالأدب».
وأضاف أنها «أيضا المكان الذي أجلس فيه وحدى لأتأمل من يمرون بالشارع أمامى، وهى في بعض الأحيان المكان الذي كنت أرتاده لكى أدخن الشيشة التي لا أستطيع تدخينها بالمنزل.. وقد كان بإمكانى أن أمكث يوما كاملا مع الشيشة».
وتابع «محفوظ»: «ففى الحالة الأولى كان رفيقى في القهوة هم الأصدقاء، وفى الحالة الثانية كان الأدباء وفى الحالة الثالثة كان المارة في الشارع، وفى الحالة الرابعة كانت الشيشة، وفى بعض الأحيان كانوا يجتمعون جميعا في جلسة واحدة».
ومضى قائلا: «وأعمالى الأدبية لا أستطيع كتابتها إلا على مكتبى، لكنى كنت أتوصل إلى بعض أفكارها أثناء جلوسى على القهوة، وكنت أنتظر حتى عودتى إلى البيت لأدونها، وأكثر قهوة استلهمت فيها أفكار وحوادث رواياتى كانت مقهى الفيشاوى بالحسين».
واستطرد: «كانت أول منتدى أدبى لى هو كازينو أوبرا، ثم بعد ذلك جاءت قهوة ريش، ثم على بابا، وأخيرا كازينو قصر النيل الذي ظللت أذهب إليه إلى أن وقعت لى الحادثة فمنعونى عن الذهاب إليه».