رئيس التحرير
عصام كامل

"البسايسة" مجتمع تنموى جديد فى جنوب سيناء..أبطاله هربوا من الشرقية لوادى سدر بحثا عن الوظيفة..أوروبا تدعم القرية والحكومة تتجاهلها

فيتو

"البسايسة" مجتمع تنموى جديد رأى النور بالجهود الذاتية بعيدًا عن الحكومة بوادى سدر إحدى ضواحى المدينة السياحية رأس سدر بمحافظة جنوب سيناء، ليبشر بالخير ويبحث فى هذه التربة الطيبة ليخرج منها ثمارًا يأكل منها أبناء مصر ويفتح أبوابًا جديدة وفرص عمل وآفاقًا كبرى لتخرج لمصر مجتمعا زراعيًا للنباتات التقليدية التى تجود بها هذه الأرض من خيراتها كثمار الزيتون والنباتات الطبية والعطرية التى إن أحسن استغلالها ستأتى بثروات لا تقل قيمتها عن الثروات البترولية والتعدينية.

سميت قرية "البسايسة" بهذا الاسم نسبة إلى عزبة البسايسة القديمة بمحافظة الشرقية وأراد مجموعة من الشباب الذين كانوا يعيشون فيها الخروج من الوادى الضيق وتعمير الصحراء بحثًا عن فرص عمل لهم والبحث عن مسكن يأويهم.
الهدف الرئيسى الذى سعى إليه مجتمع البسايسة هو التنمية وإنشاء مجتمع عمرانى جديد متكامل قائم على التعاون والتكافل فمن يمتلك المال وليس لديه وقت للزراعة يعطى المال للذى يجيد الزراعة، وجزء من هذه الأرض قائم على الزراعة والمسكن وجزء آخر تنموى قائم على عمل الدورات التدريبية خاصة بإتاحة الفرصة للشباب وإعدادهم لسوق العمل من تعليم الكمبيوتر واللغات مع إمكانية توفير وظائف ومشروعات للشباب بعد تأهيلهم بجانب الزراعة وتربية الأغنام والماعز.
يرجع الفضل بعد الله سبحانه وتعالى فى مجتمع البسايسة إلى د. صلاح عرفة أستاذ بالجامعة الأمريكية رائد هذا النموذج ولجميع المشروعات القائمة ومن وضع لها الأسس والنظم وقام الأهالى بالتنفيذ.
تمت فكرة إنشاء مجتمع البسايسة فى عام 1992 على مساحة 750 فدانًا، ويأتى الراغب فى الدخول إلى هذا المجتمع التنموى ويخصص له من خمسة إلى عشر أفدنة يقوم بزراعتها ويأخذ قطعة أرض لبناء منزل له ولأسرته، ويوجد حاليًا 55 أسرة وهناك بنية أساسية لبناء 100 منزل ومخطط لإنشاء مدرسة ووحدة صحية وناد اجتماعى وتم بناء قاعة اجتماعات كبرى ودار للضيافة و22 جهاز كمبيوتر ومركز للتدريب والتأهيل كل ذلك يتم بالتخطيط.
أول جمعية أنشأت للبسايسة هى "كنوز سيناء" للتنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة وهى تابعة للشئون الاجتماعية وفكرتها الأساسية الاندماج مع البدو وهى قائمة بمنحة من الاتحاد الأوربى بحوالى 300 ألف يورو وهدفها إتاحة فرصة لتدريب الشباب فهناك دورات لعمل الصوب الزراعية وأخرى لعمل مشروعات للإنتاج الحيوانى والنباتى وكل الأشياء التى تحتاج إليها البيئة الصحراوية ودورات أخرى للكمبيوتر واللغات ودورات للتوريدات وكيفية استخدام الطاقة الشمسية وتقدم خدمة للمجتمع المحلى بالكامل وليس قاصرًا على مدينة رأس سدر فقط فهى تضم فى نطاقها منطقة وادى سدر وأبو زنيمة وأبو رديس وطور سيناء.

الجريدة الرسمية