رئيس التحرير
عصام كامل

دى مش كتر مال.. دى عند فـ الأندال!


التوك توك.. ذلك الكائن الهلامى النزعة..عجيب الطبيعة..الواقف على الحياد بين العربية والعجلة والحنطور .
وسيلة المواصلات التى يستخدمها الملايين يوميَا ..رايح جاى ..صبح وليل ومع ذلك لا تعترف بها الدولة.. بل، لا يعترف بها من يستخدمونها أصلا .

وأنا من سكان منطقة أصبح التوك توك فيها صديق الجميع وجارهم وابن حتتهم. فإن أكرمك الله ب"ملاكى" ولم تكن مضطرا لاستعماله فأنه من المستحيل الا تصطدم به فى الرايحة والجاية غصب عن بوزك .ستجد نفسك مستأنسا من قبل هذه المخلوقات- التى ظهرت وانتشرت فى غفلة من التاريخ والمرور والمحافظة- ومتعاملًا معها شئت أم أبيت.أما أنا ...مهما جرى.
أنا شخصيا بأحب التوك توك جدا ليس فقط لاضطرارى له وليس فقط لأن شوارع البلد دى مش معمولة للمشى وغير صالحة للاستخدام الآدمى من الأساس، لكن أيضًا لأنى أرى فى هذا الكيان الترانزستور خلاصة القول..على تلات عجلات .
فقد أصبحت وبلا قصد من المتابعين لكل تفاصيل المنظومة التوكتوكية بداية من ملصقات الدعاية والإعلان ووسائل الديكور والترويش المستفزة للإبصار والأعصاب والحاجبة للرؤية بدأ من الدباديب التى يستلزم غسلها ليظهر لونها الأصلى أسابيع ومرورًا بالميداليات والسيديهات التى تلصق على الزجاج الأمامى بلا أى سبب وجيه ولا رمزية واضحة وإلى السلاسل والدالايات والأمشاط والفلايات وكل الخردوات والمرايات.. وما أدراك ما المرايات التى يفردون لها ميزانية خاصة فى الديكور ويضعونها فى كل مكان ويراقبون بها كل شىء..إلا الطريق!!
ومن الديكور والمؤثرات البصرية إلى الأغانى والمؤثرات الصوتية.. وآهٍ ثم آهٍ من الأغانى والمؤثرات الصوتية. فحين يصبح "عمرو حاحا " عندليب الألفية و"فيجو واورتيجا" الإخوان رايت فى فن الغناء ويصبح "مهرجان التنجيد" هو السيمفونية التاسعة لـ"إسلام شيبسى" فعليك أن تتعامل عزيزى وتتوقف عن الاندهاش وإلا اتهمت بالبلاهة وطعنت بلا رحمة فى ذوقك وثقافتك الموسيقية. ومع ذلك الصخب غير المسبوق والملاحم التى تمتد لنصف الساعة لا تفهم ولا تذكر منها إلا "تحية لكريم كروانة وسلام على طول السلام لعم شوقى سرنجة ...صبح يا بوجى " وكده ! إلا أنك تجدهم "السائقين وأصدقاءهم- الذين تجدهم دوما بجوارهم، غالبًا بيسلوهم ف الطريق أو حاجة –تراهم يستمتعون ويبتسمون ببلاهة وبراءة.

الجريدة الرسمية