كيف يكون الإيمان بالرسل؟ وما الفرق بين النبي والرسول؟
الإيمان بالأنبياء والرسل في الإسلام، قد أمر الله سبحانه وتعالى الإيمان بالأنبياء والرسل، وجعله ركن من أركانه مصداقا لقوله تعالى: ﴿ فَآمِنوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ﴾، ولا يكتمل الإسلام إلا بأصول الدين بركنيه الأساسيين وهما أركان الإيمان وأركان الإسلام.
وأن الأنبياء والرسل هم أشخاص اختارهم الله لهداية الناس إلى عبادته وحده لا شريك له، ودعوتهم للأخلاق والفضيلة ونبذ الوثنية والمحرمات. وأنه ركن من أركان الإيمان، فلا يصح إيمان العبد إلا به.
ما الفرق بين النبي والرسول؟
الفرق بين النبي والرسول في الإسلام هو أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسولًا، فأن الرسول بعثه الله برسالة وشرع جديد اُمر بتبليغه، أما النبي فهو من نزل عليه الوحي من الله ليدعو لعبادة الله على أحد المناهج أو الشرائع التي أنزلها الله على رسله من قبل. فالنبي هو المنبأ عن الله والرسول هو الذي أرسله الله.
فإذا أنه لا اختلاف بالتبليغ بين الأنبياء والرسل وإنما الاختلاف بينهما هو بالشرع المرسل به، مصداقا لقوله تعالى: ﴿وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلّا إِذا تَمَنّى أَلقَى الشَّيطانُ في أُمنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ ما يُلقِي الشَّيطانُ ثُمَّ يُحكِمُ اللَّهُ آياتِهِ وَاللَّهُ عَليمٌ حَكيمٌ﴾ [الحج: ٥٢].
وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: « حَدَّثَنا ابنُ عبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ ﷺ قالَ: عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَرَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ومعهُ الرُّهَيْطُ، والنبيَّ ومعهُ الرَّجُلُ والرَّجُلانِ، والنبيَّ ليسَ معهُ أحَدٌ،...». أخرجه البخاري ومسلم.
الإيمان بالرسل جميعا
جاء الإيمان بالرسل، في المرتبة الرابعة من التعريف النبوي للإيمان، كما في حديث جبريل: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله..».، وقرن الله سبحانه الكفر بالرسل بالكفر به، مصداقا لقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ١٣٦﴾ [النساء:136]، ففي هذه الآيات دليل على أهمية الإيمان بالرسل، ومنزلته في دين الله.
على المؤمن الإيمان بالرسل جميعا ممن ذكرت أسماؤهم في القرآن وسنة النبي وممن لم تذكر لنا أسماؤهم، وليس للمؤمن أن يؤمن ببعضهم ويكفر ببعض فيكون كمن قيل فيهم: ﴿إِنَّ الَّذينَ يَكفُرونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُريدونَ أَن يُفَرِّقوا بَينَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقولونَ نُؤمِنُ بِبَعضٍ وَنَكفُرُ بِبَعضٍ وَيُريدونَ أَن يَتَّخِذوا بَينَ ذلِكَ سَبيلًا﴾ [النساء: ١٥٠].
فالواجب الإيمان بهم جميعا، مصداقا لقوله تعالى:﴿آمَنَ الرَّسولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبِّهِ وَالمُؤمِنونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِ وَقالوا سَمِعنا وَأَطَعنا غُفرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيكَ المَصيرُ﴾ [البقرة: ٢٨٥]
كيف يكون الإيمان بالرسل؟
1.اتباع الرسالة التي جاءت بها الرسل، من عند الله، وهي عبادة الله وحده لا شريك له، والعمل بها، فيتحقق للمؤمنين في حياتهم الخير والهداية والسعادة في الدارين، مصداقا لقوله تعالى: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ١٢٣ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ [طه:123–124].
2.التصديق بنبوتهم وبما جاءوا به من عند الله سبحانه وتعالى، مصداقا لقوله تعالى:﴿وَالَّذينَ آمَنوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدّيقونَ...﴾ [الحديد: ١٩].
3.عدم التفريق بين الرسل، مصداقا لقوله تعالى: ﴿آمَنَ الرَّسولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبِّهِ وَالمُؤمِنونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِ وَقالوا سَمِعنا وَأَطَعنا غُفرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيكَ المَصيرُ﴾ [البقرة: ٢٨٥]
4.اعتقاد فضلهم على غيرهم من الناس، وأنه لا يبلغ منزلتهم أحد من الخلق مهما بلغ من الصلاح والتقوى، إذ الرسالة اصطفاء من الله يختص الله بها من يشاء من خلقه، ولا تنال بالاجتهاد والعمل، مصداقا لقوله تعالى: ﴿اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ [الحج:75]. وقال تعالى: ﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ﴾ [الأنعام:83]. إلى أن قال بعد ذكر طائفة كبيرة من الأنبياء والمرسلين: ﴿وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ) [الأنعام:86].
5. توقير الرسل وتعظيمهم: قال تعالى: ﴿لِتُؤمِنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَتُعَزِّروهُ وَتُوَقِّروهُ وَتُسَبِّحوهُ بُكرَةً وَأَصيلًا﴾ [الفتح: ٩]
مراتب الإيمان بالرسل
الإيمان بالرسل يقسم إلى مرتبتين:
1.الإيمان المجمل: وهو الإيمان بجميع الرسل على وجه الإجمال وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- على وجه الخصوص، فهذا واجب على عموم الأمة لا يسع المؤمن أن يعرض عنه أو ينكره.
2.الإيمان المفصّل: وهو الإيمان بجميع الرسل ومعرفة ما ثبت في الشرع عنهم، من أسمائهم وأسماء الكتب التي أنزلت عليهم، وهذا فرض على مجموع الأمة لا على كل فرد بعينه، بحيث إذا قام به من تحصل به الكفاية في تعليم الناس وحفظ دينهم سقط عن الآخرين.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.