رئيس التحرير
عصام كامل

إلى زملائى الصحفيين: لا تنتخبوا هؤلاء


المناشدة لزملائى وأصدقائى الصحفيين الذين سينتخبون غدا 6 من أعضاء المجلس والنقيب، ولا أقصد بالطبع أشخاصا محددين، رغم أنهم معروفون بالأسماء فهذا لا يهم، المهم هو ألا نختار هذه النوعية التى أفسدت بقصد ودون قصد العمل النقابى، وحولت نقابة الصحفيين من كونها نقابة (بجد) دورها الوحيد هو الدفاع عن أجر وحرية الصحفى، إلى ناد اجتماعى "بيشحتوا علينا شوية خدمات وشوية تخفيضات وقرشين زيادة فى البدل" من رجال أعمال وأنظمة حكم، لذلك أقترح على زملائى ألا ينتخبوا الشخصيات التى تنطبق عليها المواصفات الآتية:


* "بتوع السياسة" الذى يعجبك كلامه السياسى، ففى هذه الحالة فكر فى الانضمام إلى الحزب أو الجماعة التى ينتمى إليها. وإذا كان غير منتمٍ إلى حزب فانصحه أنت بأن مكانه ليس فى النقابة، ولا تعطيه صوتك لأن هذا ليس دوره فيها، فدوره الوحيد هو الدفاع عن أجرك وحريتك، ليس فقط فى مواجهة السلطة الحاكمة أيا كانت، ولكن أيضا فى مواجهة أى انتهاك من أى شخص أو تيار، والاشتباك مع السياسة يكون من باب مصلحتك أنت وليس من باب مصلحته هو السياسية.

* "بتوع الفضائيات" الذين يحضرون ويصرخون بأعلى صوتهم فى أى احتجاج بشرط أن تحضر الفضائيات التى تصوره والتى يكون فيها ضيفا فى المساء، وإذا حدث لا قدر الله أن أصابك مكروه ولم تحضر الفضائيات فلن تجده أبدا بجوارك.

* "بتوع المشاهير" الذين يتنافسون فى الحضور فى حالة إصابة أى رئيس تحرير أو صحفى أو إعلامى مشهور بأى مكروه، فتجدهم يهرلون ويتقدمون الصفوف، فهؤلاء هم الذين يفتحون باب الشهرة وباب الأرزاق.

* "بتوع المصالح" وهم نوعيات كثيرة، منها هؤلاء الذين يستخدمون "التايتل"، عضوية المجلس أو موقع النقيب، لتسليك مصالحهم، فترتفع أسعارهم، رغم أنهم فى الغالب بلا قيمة مهنية، وتزيد مساحات علاقاتهم بالكبار فى كل المجالات ويصبح ضيفا مرحبا به فى منتدياتهم ولقاءاتهم، وهذا يتعامل مع موقعه النقابى مثل "الوردة" فى عروة الجاكت، ولن يرد على تليفونك اذا احتجته، واذا حدث ورد "هيرد بقرف".

*  "بتوع الشلة" هذا لا يحضر إلا إذا كان أحدا من شلته، وهى هنا فى الغالب شلة مصالح ومنتفعين "بيشغلوا بعض ويدافعوا عن بعض" وإذا تأملت قليلا الوسط الصحفى فسوف تعرفهم.

* "المغرور التافه" وهو الذى يتصور أن حصوله على الأصوات ونجاحه فى الانتخابات يعنى أنه أفضل من زملائه، بل ومن الذين انتخبوه، ولا يعرف أنه مجرد "خدام" للذين أعطوه صوتهم والذين لم يعطوه.

* "ابن مؤسستى" أى زميلك، وتتصور أن هذه الزمالة ستجعله يقوم بوظيفته "خدام" لك بعد نجاحه، والأمثلة كثيرة على أن هذا الاختيار فاشل، فهناك زملاء أعضاء وجلس فى موقع النقيب، وقفوا ضدنا فى جريدة العربى لأننا كنا نطالب بمرتباتنا الهزيلة، وكان السبب هو أنهم ليست لديهم مشكلة فى أن يبيعونا لصالح أصدقائهم رؤساء التحرير أو لصالح تيارهم السياسى.

* "بتاع الخدمات" وهو الذى يحصل على صوتك لأنه "جابلك واسطة فى مستشفى أو خطين موبايل"، فالكارثة أنه يحصل على صوتك ليس لأنه نقابى جيد، ولكن يعمل عند المصادر "ويجيبلك شوية خدمات وتخفيضات"، فى حين أنه يعطل الأهم وهو دور النقابة الوحيد وهو توفير حد أدنى من أجر عادل لكل الصحفيين.

* "اللى ذلك أو ذل زمايلك"، أقصد هذا الذى عذبك حتى تحصل على عضوية النقابة، أو عذب زملاء لك، رغم أن هذا حق بديهى، فهو يتصور أن نقابة الصحفيين ناد اجتماعى للصفوة اللى يحددهم "جنابه" وليست نقابة "للممارسين والمفحوتين" فى المهنة، وصدقنى هذه النوعية لا يهمها مصلحة النقابة، ولكن يهمها أن تبقى النقابة نادى خدمات ومزايا "جاءت من الشحاته علينا" يوزعونها على بعضهم البعض، ولا يريدون لغيرهم أن يكون له نصيب فيها.

* "الذى لم يُضبط ولو مرة واحدة فى عمل نقابى" واستكمالا لا تجده إلا قبل الانتخابات، وهؤلاء ليسوا أقلية، وبعضهم لم يقرأ قانون النقابة حتى أو شارك ولو معنويا فى دعم أى زميل، فكيف يمكنك الوثوق فيه؟!

إذا وافقتنى على ما فات، فسيرد فى ذهنك سؤال: أنتخب مين؟!!
صدقنى لو تأملت المرشحين قليلا ستجد من بينهم من ينطبق عليهم ما تريده، وما تحلم به.
الجريدة الرسمية