رئيس التحرير
عصام كامل

شرعية السيسي !!


لقد اكتسب السيسي شرعيته ليس يوم انتخابه رئيسًا بأغلبية ساحقة في شفافية ونزاهة، بل يوم توجهت إليه الأنظار وتعلقت به الآمال؛ لإنقاذ مصر مما كانت فيه وما كان ينتظرها من اقتتال، فلقد خرج المصريون في 30 يونيو ضد الإخوان ثم 3 و26 يوليو؛ لتفويض السيسي بالتصدي للإرهاب، ثم لمطالبته بالترشح للرئاسة، وها هو اليوم يكتسب شرعية جديدة هي شرعية الإنجاز.


لا شك أن مرور عام على حكم السيسي كان فارقًا بين الفوضى والاستقرار بين الانفلات وعودة هيبة الدولة، بين الاستقطاب الأيديولوجي والتوحد على أرضية المواطنة، وكل هذا مرجعه أنه رئيس يؤمن بالوطن، ويعرف مقومات أمنه القومي، ويعرف أبعاد الأزمة ويدرك طرائق حلها، ويسعى لإعادة منظومة القيم الأخلاقية نبراسًا حاكمًا للسلوكيات، ودافعًا للعمل والإبداع والكف عن التلهي بقضايا خلافية تغرق المجتمع في شر الجدل والتمزق والخلافات.

لقد عاش الشعب سنوات أربعًا ذاق فيها مرارة الصراعات السياسية، وقبح الانتهازية ورداءة التصرفات اللاإنسانية والمطامع والمصالح الضيقة، وقد تنفس أمنًا بعد خوف، وإنجازًا بعد تعطل وكساد، واليوم نحتفل بمرور عام على انتخاب الرئيس، وتحدونا آمال كبرى في إنجاز ما بدأناه من مشروعات تعيدنا لمسار التاريخ، وتعيد المجد لحاضرنا مثل قناة السويس، وشيكة الافتتاح والتي كانت حلمًا ثم فكرة دعا الرئيس الشعب للمشاركة فيها تمويلًا، وتنفيذًا فاستجاب له الناس بوطنية جارفة فصار المشروع وطنيًا تمويلًا وتشغيلًا.

لم يشأ الرئيس أن يتخلى عن وطنه في ساعة العسرة بل غامر بنفسه وحياته، ومستقبل من يعول أملًا في إنقاذ مصر.. وها هو يواصل مسيرته مؤمنًا بأنه لا شئ اسمه النظام بل هناك الدولة والشعب المعلم والقائد وصاحب السيادة والقرار، وها هو يواصل جاهدًا لرسم البسمة على وجوه أرهقها العبوس في السنوات الأربع العجاف بإعادة الأمل في مستقبل واعد بإجراءات إصلاحية بدأت بالفعل، وسوف تتواصل في السنوات المقبلة من حكمه.

التحديات كثيرة والمشكلات متراكمة لكن الأمل أكبر، ولن يخذلنا الله مادمنا متحدين واعين متحفزين للعمل والإنتاج وتشكيل ظهير سياسي، وشعبي للرئيس في وجه مخططات الفوضى، والإرباك التي تمارسها جماعة الشر وحلفاؤها وجماعة الفساد وأذنابها.. ولن يتحقق النجاح في معركتنا الكبرى ضد الإرهاب والبيروقراطية والفساد إلا بالعلم والعمل، ولا سبيل إلا الصمود والصبر والأمل فتراكمات السنين لن تزول في يوم وليلة.
الجريدة الرسمية