«الأعلى للثقافة» يقيم ليلة في حب فؤاد قنديل.. وزير الثقافة: 3 مواقف جمعتنى بالراحل.. يتعهد بإعادة نشر أعماله وإهداء مسابقة النشر لروحه.. ابنته: «بابا هيوحشني».. إقبال بركة: تعفف عن
أقام المجلس الأعلى للثقافة مساء أمس، حفل تأبين للكاتب الروائي الراحل فؤاد قنديل، الذي وافته المنية الأسبوع الماضي، بحضور الدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة، والإعلامية دينا فؤاد قنديل، الدكتور محمد عفيفي الأمين العام للمجلس الأعلى، والكاتب يوسف القعيد.
"بابا هيوحشنى"
وكانت أولى الكلمات لنجلة الراحل، التي قالت إنها رغم عملها في مجال الإعلام إلا أنه يصعب عليها الحديث في هذا الظرف، مضيفة "عندما دخلت المجال كنت مشوشة جدا، وكنت أشعر أني أتحدث في دائرة مفرغة لا أعرف عنها شيئا، وكنت أضع صورة والدي أمامي واعتبره المشاهد ليطمئن قلبي"، وأوضحت دينا أن والدها لم يكن كغيره من الكتاب، وسردت قصة زواجه من والدتها قائلة: "كان الناس زمان لا يستطيعون رؤية المرأة التي سيقترنون بها واشترط والدى على والدته أن يختبر تلك الزوجة بسؤالها عما تقرؤه، قبل الزواج وأيقن أنها نهمة القراءة".
سلام نفسى
أشارت إلى أنها تحدثت مع الدكتور الكاتب أحمد تيمور، وشرحت له الوضع فقال لها: اتركي والدك في حالة السلام النفسي التي يعيشها، مشيرة إلى أن والدها لم يكن يحمل ضغينة لأحد ويملك داخله طاقة كبيرة من الحب، وكان له من اسمه نصيب واستوعب أخطاء وتجاوزات الآخرين في حقه، قائلة: "أنا خسارتي كبيرة جدا، وبابا هيوحشني".
نموذج للبساطة
أما الدكتور محمد عفيفي، فقال إنه لا يستطيع أن يتكلم عن فؤاد قنديل، مضيفا "أنا أعرفه قبل أمانتي للمجلس الأعلى للثقافة، وكان لي الحظ الأكبر في اجتماعات وفعاليات المجلس، وهو نموذج للإنسان البسيط والمتواضع، فقد كان يملك قلب طفل صغير، وكان آخر لقائي به عندما دخل على مكتبي واقترح على أن يحتفل المجلس بذكري الكاتب الراحل محمد مندور، وكان متحمسا جدا واتصل بالعديد من اللجان المنوطة بالمشاركة، ولكنه تغيب بعدها فسألت عنه وقالوا لي إنه دخل في وعكة صحية شديدة".
رحيله مفجع
وقال الكاتب الليبي الكبير أحمد إبراهيم الفقيه، إن غياب فؤاد قنديل كان مفجعا لأنه كان ذا حضور كبير وتأثير شديد، فقد كان أخا وصديقا عزيزا، مشيرا إلى أنه كان على اتصال عميق بالواقع، حيث ارتبط بالبسطاء والحياة الواقعية وتفاعل معها وكتب عنها، مشيرًا إلى أن قنديل سافر إلى ليبيا وعمل بها لمدة أربع سنوات واعتبرها بوابته إلى العالم، حيث ارتبط بها وأحبها جدا، وكان قنديل يتمتع بحس العدل الذي يفتقده الكثير من الناس في الواقع الحالي.
مهموما بقضايا بلده
فيما أكدت إقبال بركة أن الراحل فؤاد قنديل كان مهموما بالقضايا المصرية، ولم يترك نشاطا ثقافيا إلا وطرقه لخدمة الأدب والرواية، ومن هنا كانت غزارة إنتاجه الأدبي، فقد استحق جوائز الدولة التي تم منحها إليه، قائلة: "تعرفنا في السبعينيات من القرن الماضي من خلال الثقافة الجماهيرية التي كنت أحرص على متابعة أنشطتها، ولكن زمالتنا في نادي القلم كانت نقطة الوصل".
أضافت بركة: "بعد انتخابي رئيسة للنادي، وجدت الكاتب الذي سبقني إلى عضوية المنظمة متعاونا إلى أقصى حد، فلم يترك اجتماعا إلا وحضره، وكان يعمل على تهدئة الأعضاء إذا ما أثيرت مشكلة ما، ولم يترك مرحلة ولا حدثا إلا وذكرته بكل خير، وكنت أحرص على إرسال مسودة ببيانات المنظمة إلى الأعضاء ولم أكن أتلقى ردا إلا من فؤاد قنديل ينصحني فيه ببعض الإضافات أو جمل يتم حذفها، وقد عرض الكثير عليه باقة من المناصب المرموقة إلا أنه كان يتعفف عن قبولها ويكتفي بالمشاركة".
الزمن الصعب
وكانت الكلمة الختامية لوزير الثقافة، التي قال فيها إن ما تركه لنا قنديل أكبر مما يفعله الكثير الآن، مشيرا إلى أنه اجتمع بفؤاد قنديل في ثلاثة مواقف، قائلا: "يوما وجدت اتصالا رائعا في الصباح ليقول لي: "مبروك لكن لك نصيحة لا تنظر إلى من يقف على الحافة أو من يحاول أن يلهيك، جئت في زمن صعب يحتاج رجالا أصعب، مصرنا تستحق الكثير والكثير وأنت شاب وتجربة الشباب في هذا الوطن رائعة، فإياك والعثرات لأننا سنحاسبك عليها قبل الآخرين"".
أما الموقف الثاني "كنا في الشارقة وداعبه "القاسمي" قائلا إنتوا بتعملوا مع الراجل كده ليه؟ فقال نحن لا نفعل شيئا ونعرف أنه على قدر المسئولية التي تولاها ونتمنى له التوفيق"، وعن الموقف الثالث قال عندما وجد قنديل أن هناك تعديلا في المناهج أرسل لي كتابا كنموذج للتعديل ليتم عرضه على المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء".
وتعهد النبوي بتخصيص أعمال الكاتب الراحل فؤاد قنديل كجزء من ميراث النشر، معلنا أن هيئة قصور الثقافة تقيم مسابقة للنشر وستكون الدورة التالية مهداة لروح فؤاد قنديل.