رئيس التحرير
عصام كامل

التاريخ السري لوحدة العمليات الخاصة الأمريكية «سيل 6».. «نيويورك تايمز»: أداة واشنطن لاصطياد البشر.. قتل بن لادن «أبرز مهامها».. البنادق وصواريخ توماهوك «أدواتها


الكثير من الوحدات الخاصة التابعة للجيش الأمريكي لا يعرف العالم عنها شيئا على الرغم من توليها مهام تنفيذ أبشع العمليات العسكرية التابعة للولايات المتحدة في المنطقة والتي تترك خلفها قتلى وجرحي بالمئات وربما أكثر.


وحدة العمليات الخاصة الأمريكية "سيل 6" على رأس تلك الكيانات السرية التي خططت لمهمات قاتلة من قواعد سرية في أراضي الصومال وأفغانستان وشاركوا بالقتال هناك فتلوثت أيديهم بدماء الضحايا الذين دفعوا حياتهم نتيجة صراع سياسي، ورصدت صحيفة "نيويورك تايمز" التاريخ السرى لها.

قتل بن لادن

فريق "سيل 6" هو واحد من أكثر المنظمات العسكرية الأمريكية سرية، وأسطورية بعد أن كانت مجموعة صغيرة مخصصة لتنفيذ عدد قليل من المهمات، تحولت هذه المنظمة بعد أن اشتهرت لقتلها أسامة بن لادن قبل أكثر من عشر سنوات إلى آلة اصطياد عالمية للبشر، وهو ما يعكس طريقة أمريكا الجديدة في الحرب، والتي لا يتحدد فيها الصراع من خلال انتصارات وخسائر المعركة على الأرض؛ بل عن طريق قتل المتشددين المشتبه بهم بلا هوادة.

شارك "سيل 6" في الغارات السرية في عدة مناطق، مستخدمين أسلحة متباينة كالبنادق القصيرة المصنعة خصيصًا لهم وصواريخ توماهوك البدائية، كما أنهم أداروا محطات تجسس متنكرة بزي القوارب التجارية، وادعوا أنهم موظفون مدنيون في شركات وهمية، وعملوا متخفين في السفارات كأزواج من الذكور والإناث، متتبعين من تريد الولايات المتحدة قتلهم أو أسرهم.

جنود جواسيس

لم تفرق عمليات الفريق الأمريكي بين مهام الجندي والجاسوس وخصوصا وقت حربي افغانستان والعراق حيث أجرت وحدة القناصة التابعة لهم عمليات المخابرات السرية وانضم الفريق إلى عملاء وكالة الاستخبارات المركزية في مبادرة تسمى “برنامج أوميجا" والتي ساهمت في تسهيل الإيقاع بالخصوم.

ونفذ الفريق عددا كبيرا من المهمات الخطيرة، والتي أرجع لها القادة العسكريون الفضل في إضعاف شبكات المتشددين، والتي تسببت بدورها في وقوع عدد كبير من الوفيات بصفوف المدنيين.

تمويل مكثف

وتدفقت الأموال على فريق "سيل 6" منذ عام 2001، وهو ما سمح له بتوسيع صفوفه بشكل كبير وزيادة عدد الجنود إلى ما يقرب من 300 جندي لتنفيذ المهام واطلق عليهم اسم "المشغلون" إلى جانب 1500 من أفراد الدعم.

وتوجه الفريق إلى أفغانستان لمطاردة قادة القاعدة فأمضوا سنوات في ملاحقة أعضاء طالبان، وقتل منهم خلال الـ 14 عاما الماضية أكثر ممن قتلوا في كل تاريخهم السابق، حيث أدت الاعتداءات المتكررة والقفز بالمظلة وتسلق الجبال الوعرة والانفجارات، إلى تعرض العديد من أعضاء الفريق لإصابات جسدية وعقلية.

تواجدهم بالمنطقة

نفذ الفريق التابع للبحرية الأمريكية ونظيره في الجيش "فريق قوة دلتا" مهام صعبة متعددة مما دفع الرئيسين الأمريكيين الأخيرين إلى نشر هذه الفرق في أبعد وأشرس بؤر التوتر والتي تشمل كلا من سوريا، والعراق، وأفغانستان، والصومال، واليمن.

وقبل سنوات من تنفيذ الغارات الليلية في أفغانستان والانتشار في مناطق الحرب، تلقى الفريق تدريبات على إنقاذ الرهائن ولكنه لم يحصل على الفرصة لتنفيذ مثل هذه العمليات الخطرة، والصعبة، قبل عام 2001 ومنذ ذلك الحين، حاولوا تنفيذ ما لا يقل عن 10 عمليات إنقاذ، وكانت بعض هذه العمليات مثالًا للنجاح، وبعضها الآخر مثالًا للفشل.

بعثات الإنقاذ

وقبل سنوات من تنفيذ الغارات الليلية في أفغانستان والانتشار في مناطق الحرب، كان فريق "سيل 6" درب باستمرار على إنقاذ الرهائن، ولكنه لم يحصل على الفرصة لتنفيذ مثل هذه العمليات الخطرة، والصعبة، قبل عام 2001. ومنذ ذلك الحين، حاولت الوحدة تنفيذ ما لا يقل عن 10 عمليات إنقاذ. وكانت بعض هذه العمليات مثالًا للنجاح، وبعضها الآخر مثالًا للفشل.

ويقول أعضاء الفريق إن عمليات الإنقاذ تتطلب التحرك بشكل أسرع، وتعرضهم للمخاطر بهدف حماية الرهائن من إطلاق النار عليهم أو تعرضهم لأي أذى، وفي معظم الحالات، انتهى الأمر بقتل أعضاء الفريق لمعظم الخاطفين.

فرقة تجسس عالمية

اعتاد الفريق الأمريكي أن يرسل بانتظام أفرادًا من السكان المحليين الأفغان إلى المناطق القبلية في باكستان لجمع المعلومات الاستخبارية، حيث وضعت أجهزة تنصت متطورة في الجزء الخلفي من الشاحنات.

وانتشر أعضاء السرب "الأسود" في جميع أنحاء العالم لتنفيذ مهام التجسس وبعد هجمات 11 سبتمبر، تولوا إجراء عمليات جمع المعلومات الاستخبارية وأنشطة سرية أخرى في إطار التحضير لمهمات العمليات الخاصة.
الجريدة الرسمية