رئيس التحرير
عصام كامل

ليسوا مسلمين


يقدم بعضهم لنا إسلاما غريبا لا نعرفه ولا يعرفنا، هم في الواقع لا يقدمون لنا إسلاما ولكنهم ينفثون في حياتنا عاهاتهم النفسية وقلوبهم المريضة ثم يقولون للناس "هلموا إلينا فنحن نمتلك الإسلام في أنقى صوره"!!.. ولكن إسلامهم الذي به يتعبدون، ليس هو الإسلام الذي يخاطب الفطرة النقية، إسلامهم هذا فيه اعتداء وضرب وسب وقذف وقسوة وغلظة، فيه غياب للمروءة والنخوة، فيه اعتداء على النساء وصفع وجوههن، تلك الوجوه التي حرَّم الله صفعها، وقد نهى الرسول "صلى الله عليه وسلم" عن ذلك نهيا قاطعا؛ لأن الوجه هو أشرف ما في الإنسان، وقد ورد في ذلك العديد من الأحاديث في البخاري ومسلم.


إسلامهم الذي يقدمونه للناس ليس فيه أي شيء من الإسلام الحقيقي الذي أنزله الله سبحانه وتعالى، على الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا الإسلام يعرف القتل ولا الاغتيال ولا التفجير ولا التكفير، إسلامنا الحقيقي هو إسلام التفكير وإعمال العقل، لكن من ليس لهم عقل آمنوا بدين آخر اخترعته نفوسهم الخبيثة وقلوبهم السوداء وعقولهم المغلقة، فعاثوا في الأرض فسادًا، وأساءوا إلى الإسلام أيما إساءة، فكشف الله خبيئة نفوسهم، يتساوى في هذا الإخواني صاحب العقل الممسوح، والسلفي صاحب الفكر الممسوخ.

إسلامهم الذي يواجهون به مجتمعهم ليس هو إسلام التحاب والدعوة والحكمة والموعظة الحسنة، ولكنه إسلام يدعو للقتال وكأنهم يعيشون في أمة كافرة محاربة للدين، إسلامهم لا ينهاهم عن الكذب فيكذبون، لا ينهاهم عن الخديعة فيخدعون، يحضهم على مكارم الأخلاق فيلمزوننا وينابذوننا بالألقاب، يعدون ويخلفون الوعد، هم يرون أن مكارم الأخلاق لا ينبغي أن يتم تفعيلها إلا في مجتمعهم المغلق فقط، إذ يظنون - كاليهود - أنهم شعب الله المختار، وأنهم أصحاب النقاء العنصري، أما نحن فعلى سراب!!

ألم يقل لهم أحد إن الله هو الرحمن الرحيم، ألم يقرءوا آية واحدة من آيات الرحمة في القرآن الكريم، ألم يصادفهم حديث شريف يقول فيه الرسول الراحمون يرحمهم الرحمن، ألم يقل لهم شيخ أو عالم إننا نعيش في رحمة الله، فمن اتبع سنة الله رحم الناس، ومن اتبع سنة هؤلاء رجم الناس، فكونوا مع الراحمين.
الجريدة الرسمية