رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل يوم كامل لـ «محمد عفيفي» بالمجلس الأعلى للثقافة


وكأن الوقت ليس مناسبًا لزيارة المجلس الأعلى للثقافة، ترى المكان يكسوه غيمة حزن تخيم على وجوه موظفيه، بسبب التصريحات الأخيرة التي تفيد برفض وزير الثقافة الدكتور عبد الواحد النبوي، التجديد للدكتور محمد عفيفي أمين عام المجلس، لفترة جديدة، حيث ينتهى انتدابه في 25 يونيو الجاري، إضافة إلى مايتردد في أروقة الوزارة عن نية وزير الثقافة بعدم التجديد لأي رئيس قطاع يتم انتهاء مدة انتدابه، ليحل محله شخص آخر.


وفي زيارة أجرتها "فيتو" اليوم بالمجلس، بدا الحزن واضحًا على الموظفين، خاصة الشباب منهم، الذين أتى بهم عفيفي ليضخ دماء شابة لأروقة المجلس، فتجد المجلس وكأنه خلية نحل كبيرة تخاف من مستقبل لا تعرف ملامحه في غياب عفيفي عن أمانة المكان.

هدوء يخيم على الجميع، حتى مكتبه الخاص الذي سادت فيه حالة من التشوش وفقدان بوصلة المصير، فقد وصل الدكتور محمد العفيفي صباح اليوم إلى المجلس، وكانت الدكتورة سهير عبد القادر أول المجتمعات به، تلك المرأة التي تحمل بين ضلوعها قلب طفل صغير يخفق دائما بالمحبة، ويشيع الطاقة الإيجابية في الجميع، وعلقت عبدالقادر في تصريح خاص لـ"فيتو" تقول: "محمد عفيفي من أروع الأشخاص الذي يمكنك أن تتعامل معها، فهو ما زال في شبابه مهما كان، وسيكمل مسيرة حياته في أستاذية التاريخ، وشخص مثله تفتح له الأبواب أينما وجد، وأنا أستبشر خيرًا دائمًا، وأشعر أن الحياة جميلة رغم كل مايحدث".

وفي مقابلة "فيتو" مع عفيفي عقب خروج الدكتورة سهير، كان وجهه يبدو عليه الإرهاق والملل، وكأنه يعيش حالة داخلية من الزهد، يبتسم رغمًا عنه ويحاول مجاراة الأمور، كانت كلماته قليلة جدًا مع حركة يديه التي تنم عن أن الأمر لم يعد بيده قائلًا: "أنا أكبر من أي منصب"، مشيرًا إلى أنه سيستمر في عمله سواء بالمجلس أو كأستاذ جامعة، مؤكدًا أنه لايعلم شيئًا عما يجري وذلك من تضارب الأخبار التي يتم تناقلها عن موضوع تجديد انتدابه، وأن سيستمر بالمجلس حتى ساعات انتدابه الأخيرة، التي ستكون في 25 يونيو الجاري، غير أنه لايوافق أو يرفض أي مشروعات مقدمة، حتى لايعتمد أي أنشطة يتم إقامتها بعد 25 يونيو.

وكان عفيفي خلال العام الذي قضاه بأمانة المجلس أقام الكثير من المؤتمرات والمهرجانات التي شاركه فيها الشباب، منهم 4 ملتقيات دولية تم إعادتها إلى الحياة الثقافية مرة أخرى، مثل ملتقى الرواية العربية الذي استضاف أكثر من 200 كاتب عربي، إضافة إلى مهرجان سينما وفنون الطفل برئاسة الدكتورة سهير عبد القادر وأمانة عفيفي، وكان مهرجان الطفل من أكثر المهرجانات صيتًا في الفترة الأخيرة، مما حققه من نجاح كبير.
الجريدة الرسمية