رئيس التحرير
عصام كامل

الضمائر وجهات نظر


قمت بتسجيل كثير من سلوك المصريين، فوجدت أن معظم أسباب مشاكل المصريين هم المصريون أنفسهم؛ لما يمارسونه في حياتهم اليومية أو بما يسكتون عليه من ممارسات خاطئة يمارسها البعض من أفراد الشعب بطريقة طبيعية جدا.


فمثلا يمكن أن تجد في عمارة من العمارات العالية قد استغل أحد ملاك الشقق شقته في عمل نادٍ رياضي، ناهيك عن أن الشقة غير مؤهلة لأن تحتمل القفز والألعاب الرياضية والكم من الأجهزة التي يمارس الشباب عليها ألعابهم.

فتجد مكبرات الصوت تملأ المكان ويسمعها المارة في الشارع، وكأنه فرح بلدي يومي مستمر العرض ليلا ونهارا، ثم الغريب في الأمر عندما يسمع صاحب الملهى أو النادي الرياضي صوت الأذان، يقوم على الفور بإغلاق مكبر الصوت لحين انتهاء المؤذن من الأذان.. يا لها من تقوى وورع!

وفي نفس الوقت، إذا استسمحه أحد في خفض صوت مكبر الصوت أو خفض صوت اللاعبين العالية قامت الدنيا ولم تقعد، ويقال له أتريد أن نقفل محل أكل عيشنا علشان سيادتك تنام.. يا لهُ من تناقض!!

يتمسكون بترديد الأذان وراء المؤذن، فإنهم يطبقون السنة ولكن حق الجار لا هو سنة ولا فرض!

وفي نفس الوقت، نتهم الحكومات بالفشل ونقارن أنفسنا بالدول المتقدمة، أفلا يجب أولا أن نكون في سلوك ما تسمونهم بالدول المتقدمة، ولكن الحل ليس بإحالة الأمر لضمائر الناس فالضمائر وجهات نظر، ولكن الحل هو تطبيق قانون البيئة وبحزم في كل بقعة من بقاع مصر، ونكون مثل هولندا أو حتى لبنان، فهناك يحذر فتح المحال بجميع أنواعها بعد الساعة الثامنة حتى ينام الناس مبكرا ويستيقظون مبكرا بصحة جيدة ويستنشقون الهواء النقي.

ولكن الأبواق الإعلامية وراء كل وقف قرار صائب؛ لأن الإعلاميين لا يعنيهم غير شواذ الأمور وتحقيق نسب مشاهدة حتى لو على حساب الوطن.

وهذا بالإضافة إلى ظاهرة التكاتك التي تجاوزت خطوط سيرها حتى أصبحنا نراها في الشوارع العامة وعلى الدائري وفي أي وقت من اليوم، وأيضا تستطيع أن تسمعه وأنت في بيتك من الصخب الذي ينشره في سيره بلا أي ضوابط أو إذا أراد صاحب التوكتوك أن يقوم بتنظيفه فتجده يقف تحت أي عمارة مشغلا الساوند الذي يتجاوز حجم التوكتوك نفسه، مسمعا أهالي الشارع بالكامل أغاني هابطة في نصف الليل يستقيظون مجبرين رغما عنهم حتى ينتهي صاحب التوكتوك من تنظيفه.

شيء سخيف فقد اعتاد الناس على كل أنواع التلوث حتى أصبحوا لا يشتكون.. وقس على هذا كل مشاكل المصريين من أمور سكتوا عليها حتى أصبحت جزءا من أمور حياتهم الطبيعية.

فلك الله يا مصر..
الجريدة الرسمية