رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. تفاصيل أزمة مقاطعة عظة «تواضروس» للمرة الثالثة بـ«الكاتدرائية».. 25 شخصا من متضررى الأحوال الشخصية يثيرون الشغب.. محاولات للسيطرة على المشكلة.. والأمن يقتاد أصحاب الواقعة


«بيتى بيت الصلاة يدعى».. هكذا يتحدث الإنجيل عن دور العبادة المسيحية، لكن هذا الأمر بدأ مختلفا خلال الآونة الأخيرة، خاصة مع الالتزام بتعاليم الإنجيل وأفرط البعض فى التصفيق عند ذكر أسماء ضيوف الاحتفالات، رغم قرار البابا تواضروس الثانى، بعدم التصفيق احتراماً لقدسية المكان؛ لكن هذا الأمر تجاوز مرحلة التصفيق ليصل إلى حد الاحتجاج داخل الكنيسة نفسها وليس ساحتها الخارجية.


زغاريد الاستقبال
خرج البابا تواضروس الثانى، من مقره الباباوى بالكاتدرائية على أجراس الكنيسة وتسبيح الشمامسة وسط طاقم السكرتارية وحراساته الخاصة متجها للكنيسة الكبرى بالكاتدرائية ليلقى عظته الأسبوعية المعتادة؛ وكان مستقبلوه يصفقون بينما كانت النساء تطلق الزغاريد.

صلاة وهتافات
ورأس البابا تواضروس، صلاة العشية فى حضرة عدد من أساقفة الكنيسة وأعضاء المجمع المقدس، حينما تأهب ليقرأ سطوراً من الإنجيل قبيل عظته الأسبوعية، وفجأة تحولت قاعة الكنيسة لضجيج وهتاف «مصر دولة مدنية.. والطلاق بحرية»، من قبل بعض متضررى الأحوال الشخصية.

محاولات التهدئة
ووجه تواضروس الثانى، القس إنجيلوس إسحق، للحديث مع المحتجين داخل الكنيسة، بينما تدخل وكيل البطريركية القمص سرجيوس سرجيوس، لإثنائهم عن الشغب داخل الكنيسة، دون جدوى.

إنهاء العظة
وأنهى البابا تواضروس الثانى، عظته قبل أن يبدأها بقراءة الصلاة الربانية "أبانا الذى"، وغادر الكنيسة دون إلقاء عظته، للمرة الأولى منذ اعتلائه السدة المرقسية.

هرج ومرج
واحتشد المتضررون بساحة الكاتدرائية، مرددين بعض الهتافات، التى انتهت بالمشادات الكلامية، وتواصل جانب من مسؤولى الأمن بالكاتدرائية مع المحتجين لتهدئتهم، مطالبينهم بتشكيل وفد للقاء البطريرك لاستعراض مشكلاتهم، فيما حرر الأمن محضرا ضد أربعة منهم، ثم ضبطهم الأمن واصطحبهم إلى قسم الوايلى ومنها للنيابة.

بيان الكنيسة للتوضيح
وخرج بيان من الكنيسة ليوضح مجريات الأمور، حول أحداث الشغب التي وقعت أثناء إلقاء البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، خلال عظته الأسبوعية في الكاتدرائية بالعباسية.

وأوضحت الكنيسة، أن عددا من الأشخاص أثاروا الشغب والأصوات العالية بصورة لا تليق باحترام الكنيسة، ورغم محاولة بعض الآباء احتواء الموقف والعمل على تهدئتهم، إلا أنهم تمادوا في هذا الهياج دون استجابة منهم، ما جعل قداسة البابا يوقف وينهي العظة التعليمية الأسبوعية وغادر الكاتدرائية إلى المقر الباباوي.

القبض على 4 محتجين
فيما قال مجدي لمعى، أحد الأقباط من متضرري الأحوال الشخصية، والمشاركين في الاحتجاج داخل الكاتدرائية، إن أمن الكاتدرائية تلاعب بأربعة أفراد منهم وأوهمهم بأنهم سيلتقون البابا وقام باحتجازهم وتحرير محاضر ضدهم.

وأضاف "لمعي"، في تصريح خاص لـ"فيتو"، أن المحتجزين هم:" عادل صدقي، ريمون صبحي، سعيد فخري، مايكل عادل"، مؤكدًا أنهم جاؤوا ليطالبوا بحقوقهم في الزواج الثاني أو الانفصال بعدما ضاقت أمامهم الحياة.

وتابع:" أعداد المتظاهرين لم تتجاوز الـ25، ورددوا هاتفين "مصر دولة مدنية.. والطلاق بحرية"، وتضامن معنا البعض، وغادرو الكاتدرائية لمحاولة التواصل مع محامين للتدخل فى الأزمة الخاصة بالمحتجزين ".

مؤتمر لحل الأزمة
الأمر المثير أن الاحتجاج جاء بالتزامن مع انتهاء فعاليات المؤتمر الكنسى، لتدريب أعضاء المجالس الإكليريكية الإقليمية الجديدة، الخاصة بالطلاق والزواج الثانى للأقباط، الذي استمر لمدة يومين، بدير مارمينا بأبيار- بطنطا، وحضرة البابا تواضروس الثانى، وأسند للأنبا بولا، أسقف طنطا وتوابعها، والمشرف على هيكلة المجالس الإكليريكية الجديدة، الإشراف على برنامج التدريب، فى حضور رؤساء المجالس الثلاثة وهم: "الأنبا دانيال أسقف المعادي وكوتسيكا ورئيس مجلس القاهرة، والأنبا تيموثاؤس أسقف الزقازيق ومينا القمح ورئيس مجلس الوجه البحرى، والأنبا باخوم أسقف سوهاج رئيس مجلس الوجه القبلى"، أعضاء تلك المجالس من كهنة وأطباء وقانونيين.

ويهدف المؤتمر إلى نقل الخبرات، وكيفية الوصول للحقائق في مشاكل الأحوال الشخصية، ومناقشة الأمور في ضوء قانون الأحوال الشخصية الجديد.

مقاطعة البابا أثناء حديثه
أما عن مقاطعة البابا خلال عظته التى وقعت أمس الأربعاء، ومغادرة البطريرك الكنيسة دون إلقاء محاضرته أو عظته، فهى تعتبر المرة الثالثة التى تتم فيها مقاطعة بعض المحتجين لعظة البابا، وسبق وأن قاطعته سيدة من الدويقة فى نوفمبر عام 2013، والتى كانت تشكو من تجاهل الرعاة والكهنة رعية المنطقة، والثانية فى نوفمبر من العام الماضى، عندما قاطعته سيدة تشكو من أزمة الأحوال الشخصية والتى طردها البابا آنذاك.
الجريدة الرسمية