رئيس التحرير
عصام كامل

سجدة الوصول


أثارت الصورة التي تناولتها الصحف بخصوص أحد المصريين الذين تخلوا عن جنسيتهم المصرية ممن يسمون أنفسهم بالناشطين حيث وصل إلى ولاية فرجينيا الأمريكية عقب أن تخلى عن الجنسية المصرية بعد إضراب عن الطعام يقولون عاما!


ظهرت صورته الأولى على كرسي متحرك وفي الصورة الثانية وهو في وضع السجود مع أن السجود هو الوضع الذي يتطلب صحة الجسم بما لا يقابل الصورة الأولى التي يعجز فيها الجسم عن الحركة مما أثار الاستياء من الظهور بحالة تستجدى الآخرين بالكذب.

البعض يقول إن تخليه عن الجنسية المصرية هو الحل الوحيد لإنقاذه وإن كان أي مواطن مكانه لتخلى عن الجنسية المصرية ليعيش في بلاد ظروفها أفضل من ظروف بلادنا من جهة وإنقاذه من أي محاكمة على أرض الوطن.

للأسف ظروف بلادنا نعرفها ونعرف أيضا أن وجود أي جنسية أخرى كفيل بمنع التقاضي أمام المحاكم وأكبر ما يمكن عمله هو تسليم الفرد إلى دولته وخصوصا إذا كانت هذه الدولة لها الثقل الذي يضمن له الأمان وما على أي دوله إلا الإذعان لتسليم الفرد درء المشكلات وهذه هي الحقيقة التي لا نختلف عليها.

ويبقى صورة الفرد لدى الناس والتي إن لم تعكس صورة غير سوية للاستقواء بالخارج على نظام بلده والهروب من المسئولية مرتديا ثوب البطولة الذي اشترته له الدولة المضيفة لتظهر بالصورة التي تجذب أنظار الناس إليها مما يحفز العاطلين لأن يمتثلوا به أملا في الوصول إلى ما وصل إليه من حمايه أمريكية لمن يثير القلاقل من الناس وهذا هو المطلوب.

إذ أن أكثر ما يؤثر على الاستقرار هو ارتداء ملابس الدفاع عن الديمقراطية وباللون الأمريكي والتي تضمن استمرار الدول المستهدفة للدوران في حلقات مفرغة وتبقى أبد الدهر تحت السيطرة الأمريكية والهيمنة الخفية.

عندما تنظر إلى النسر الأمريكي لاحظ صورة الوردة المزخرفة التي على رأسه..دقق فيها النظر جيدا لتجد النجمة السداسية هي الموجودة على رأس النسر.

لابد أن نعرف ما يدبر لنا من تأليب الناس على الأنظمة تحت مسمى الديمقراطية ليضمنوا الحفاظ على مصالحهم وضمان عدم استقرار المنطقة وهذا ما لا تعرف الحكومات كيف تتعامل معه في ظل الضعف الذي يسيطر عليها وهذا ما يحقق لهم ما يأملون.

علينا ألا نساهم في الدعاية لهؤلاء بنشر الصور والأخبار بل يمر الأمر مر الكرام حتى لا نساهم في الدعاية الإيجابية لمن يريدون لنا عدم الاستقرار.
الجريدة الرسمية