رئيس التحرير
عصام كامل

تحول تاريخي فاقرأوه


هل نستطيع الحديث عن حالة فريدة ونادرة تتعرض لها جماعة الإخوان حاليًا؟ سأعتبر أنك وافقت على أن أدخل في الموضوع مباشرة، وهو أن جماعة الإخوان تتحول من ناحية البناء التنظيمي من حالة التنظيم الهرمي إلى حالة أخرى لم تجربها جماعة الإخوان من قبل، ولكي نعرف طبيعة التحول يجب أن نقول إن التنظيم الهرمي هو التنظيم الذي حدد البنا طريقته البنائية، والذي تبدأ قاعدته من بناء اسمه الأسرة، يتكون من خمسة إلى سبعة أفراد، وكل مجموعة أسر تشكل شعبة، وكل مجموعة شعب تشكل منطقة، وكل مجموعة مناطق تشكل محافظة، وفي أعلى البناء الهرمي مرشد تحته مكتب إرشاد تحته مجلس شورى، ثم توجد لجان نوعية متصلة كلها ببعض اتصالا أفقيًا أو رأسيًا، ولكن ما حدث لهم أخيرًا أدى إلى انهيار التنظيم الهرمي.


لذلك بدأت الجماعة في التحول إلى شكل آخر، حيث سينقسمون إلى عدة فرق، كلها ستكون فرقًا عنقودية، بمعنى أن البناء التنظيمي الذي أقامه حسن البنا، وعاشت الجماعة به عمرها كله أصبح الآن في خبر كان، انهار وذهب إلى ذمة التاريخ، ولكن الخيال الإخواني الذي يملك خبرة طويلة سيحول التنظيم كما قلت إلى خلايا عنقودية، كل خلية لا علاقة لها بالأخرى، وستنتهج هذه الخلايا العنف والإرهاب للانتقام من كل المجتمع، وهذا هو موضع الخطورة، فلا يظن أحد أن الضربات التي ستوجهها تلك الخلايا العنقودية ستذهب فقط للخصوم المعروفين للإخوان، ولكن إرهابهم سيطول أي مكان يستطيعون الوصول إليه.

ومع ذلك فإن هذه الخلايا العنقودية ستنشط في شمال سيناء، وجنوب الجيزة ومصر القديمة وشبرا الخيمة والمطرية وعين شمس وبعض مناطق الإسكندرية والدقهلية، ولكن لن يكون لها أي وجود في باقي مناطق الجمهورية، ولكن خطورة الخلايا العنقودية أنها متحركة، لا تقتصر فقط على مناطقها، فهي سريعة الحركة خفيفة الأسلحة، كل عدتها بعض قنابل بدائية، وأسلحة آلية متوسطة الحجم يسهل إخفاؤها.

وتكمن خطورة هذه الخلايا العنقودية في أنها مجهولة تمامًا بالنسبة للأجهزة الأمنية، فكأنها شبح يتحرك دون أن يراه أحد، لذلك فإن المسئولية التي على عاتق الأجهزة الأمنية ثقيلة، ليست ثقيلة فقط ولكنها مسئولية تاريخية، فأمن مصر الآن بين يدي الأمن الوطني والمباحث الجنائية والأمن القومي، وأعتقد أنهم سينجحون، وستنجح مصر كلها إن شاء الله.
الجريدة الرسمية