رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. القاهرة بالألوان الطبيعية.. وسط البلد يستعيد جمالا أضاعته عقود الإهمال.. جراج التحرير يحقق سيولة مرورية.. "الترجمان وأحمد حلمي" لإنقاذ الأرصفة.. إجراءات أمنية صارمة تحفظ الجهود المبذولة


شتاء طويل، مظلم، وكئيب، عاشته ميادين وسط البلد لعقود، فتلونت المباني بلون التراب، وكست التماثيل القاذورات، وغطت الأرضيات القمامة، واقتطعت الإشغالات الأرصفة، ونهبت السيارات المركونة نصف الطرقات، تأن في صمت مستسلمة لما آلت إليه شوارع في الماضي القريب كانت تضاهي بجلالها وجمالها مدن أوربا، فلا قيادة تتدخل ولا مسئول يهتم، حتى اعتادت أعين الناس على ملامح العجز والخرف التي أصابت وجه "القاهرة"، صفتا واسما.


وكأن الربيع قد أقبل، زائرا عزيزا طالت غيبته، يعفو بخطواته آثار القبح، ويعيد خطوة بخطوة النور والألوان والحياة إلى المباني والشوارع والميادين، ويكتب لوسط البلد أن تحيي أيام صباها من جديد، فيعلو المجد محياها، ويكتنف الحسن سيماها.

خطوات فعالة وبناءة، وإجراءات جادة وصارمة، اتخذتها محافظة القاهرة، في الفترة الأخيرة، لإعادة منطقة وسط القاهرة، لسالف عهدها.

جراج التحرير

بدأت المحافظة بإصدار قرار منع ركن السيارات في شوارع وسط القاهرة، نهائيا، وذلك فور افتتاح جراج التحرير، آخر شهر يناير من العام الجاري، والذي يستوعب نحو 1700 سيارة، بأسعار في متناول المواطنين، أعقبه تواجد أمني مكثف لرصد المخالفين وتوقيع الغرامات عليهم، ما أعاد السيولة المرورية والحياة إلى شرايين المنطقة.

الترجمان وأحمد حلمي

حملات أمنية موسعة، شهدتها أكثر الميادين اكتظاظا بالباعة الجائلين، أهمها: طلعت حرب، العتبة، رمسيس، الأسعاف، وأخرهم الحسين، وحرصت المحافظة لإيجاد البديل العادل عن أرصفة وسط البلد، بإنشاء سوقي الترجمان وأحمد حلمي، لاستيعاب مئات من الباعة الجائلين، في باكات مقسمة وثابتة، تصون أدميتهم، وتحفظ لقمة عيش أبنائهم.

القاهرة بالألوان

طلاء واجهات المباني، إصلاح أعمدة الإنارة، رصف الطرق، وتشجير الشوارع، صيانة هنا وإصلاحات هناك، دأب، اجتهاد، وتعاون بين مؤسسات الدولة، لإصلاح الأعطال والمحافظة على ما أنجز، وإزالة كل ما يؤذي العين، ولعل هدم مقر الحزب الوطني المحترق هو خير مثال على ذلك، بعد أن ظل لسنوات رمزا للظلم والفساد، ليحل محله ماينفع الناس.

تأمين القاهرة

لم ترفع الدولة الأتربة عن بهاء القاهرة وتعيد إليها الأصالة والجمال فقط، بل وفرت لها ما يصون ويحفظ هذا الجهد، حيث تم تركيب كاميرات المراقبة بكافة تقاطعات شوارع وسط القاهرة، لمتابعة الحالة المرورية، وردع كل من تسول له نفسه ارتكاب أي جرائم بحق المواطنين أو مقدراتهم، بالإضافة إلى تركيب 250 إشارة مرور إلكترونية، في عدد من المناطق المهمة مثل ميدانى التحرير، وباب اللوق، وشوارع مجلس النواب، ومجلس الوزراء، وطلعت حرب، وغيرها.
الجريدة الرسمية