رئيس التحرير
عصام كامل

عادل حمودة يتبرأ من «النصب باسم السيسي ومحلب»: أنا مش معاهم.. «بيان الفجر» يعترف بالجريمة و«الأستاذ المزفلط» حاول إلصاق التهمة بآخرين.. وواقعة إبلاغ الأمن عن «الحسين


لم أكن واحدًا ممن يعلمون بمواهب الأستاذ عادل حمودة في إقامة المؤتمرات، فقد كنت واقعًا تحت وهم أنه صحفى ولا شيء غير ذلك، وكفاه شرفًا أن يكون صحفيًا، غير أن الأحداث التي تضمنها بلاغ محمد إبراهيم أحمد المحامى، أظهرت ما كان خافيًا، وهو أن الأستاذ هو أيضًا أستاذ في عقد المؤتمرات الكبرى بفنادق القوات المسلحة.


وحتى لا نحدثكم في غيب فإننا نذكر السادة الحضور من القراء الأعزاء بأنهم أصحاب فضل أن ينقلوا عنا إلى السادة القراء الذين غيبتهم ظروفهم عن مواصلة المشهد مع أستاذ المؤتمرات الجماهيرية.. نذكركم بأن البلاغ الذي قدمه محمد إبراهيم أحمد المحامى، ضد الأستاذ عادل حمودة يتضمن عدة اتهامات نتمنى على الله العلى القدير أن ينجيه منها ويعافيه ويعافينا.

من الاتهامات الموجهة لسيادته أنه حصل على موافقة المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، أن يكون راعيًا لمؤتمر تحت عنوان “مصر المستقبل.. يد واحدة ضد الإرهاب”، الذي قرر الأستاذ عادل حمودة أن يكون رئيسه.. يقول البلاغ المقدم إلى النائب العام إن رئيس المؤتمر قدم لشركة تدعى “الشرق الأوسط” صورة ضوئية من موافقة محلب على رعاية المؤتمر ولأن الشركة متخصصة في إقامة المؤتمرات فقد بدأت في التخطيط لمؤتمر الأستاذ عادل!!

أرسلوا أوراقًا إلى رجال أعمال وشركات يطلبون وضع أسمائها أو أسمائهم كرعاة للمؤتمر، وادعوا كذبًا أنهم ينسقون للحصول على رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبالطبع فإن الرعاة سيدفعون أموالًا طائلة ولم لا وسوف توضع أسماؤهم بجوار الرئيس ورئيس الوزراء.. حاجة كدة ولا في السيما !!

وقال صاحب البلاغ إن هناك شبهة نصب باسم الرئيس ارتكبها الأستاذ عادل ومعه اثنان آخران من شركة “الشرق الأوسط” لأنهما طلبا إعلانات لصحيفة “الفجر” باسم المؤتمر، كما طلبا مبالغ مالية كبيرة من الشركات كرعاة وقسما الرعاة بين راعٍ ماسٍ وآخر ذهبى وثالث رسمى ورابع رئيسى.. كله حسب “الأبيج” المدفوع.

وأشار صاحب البلاغ إلى أن النية مبيتة لاستغلال اسم الرئيس ورئيس الوزراء في تحقيق مكاسب مادية عن طريق الإيهام، ذلك أن الأوراق التي أرسلوا بها إلى رجال الأعمال والشركات وغيرها وضعت على علامة مائية لختم النسر رمز الجمهورية، كما استغلوا “لوجو” مؤتمر “مصر المستقبل” الذي أقامته الدولة بشرم الشيخ، وذلك من باب إيهام الضحايا بأن المؤتمر يقام باسم الدولة، إضافة إلى الإعلان عن عقد المؤتمر بفندق الماسة الذي تمتلكه القوات المسلحة.

وأشار البلاغ إلى أن أبطال المؤتمر العبقرى كتبوا قوائم بأسماء الوزراء وكبار المشاهير من فنانين وقضاة والنائب العام نفسه الذي يحقق في الموضوع ، وعدد من المفكرين، فوضعوها ضمن أوراق الدعاية للمؤتمر لدفع رجال الأعمال للمشاركة ومن ثم البركة تعم والخير يزيد!!

انتهت التذكرة لنتابع أصداء الفضيحة بهدوء شديد مذكرين العامة والخاصة بأن الحكيم الصينى “تشوانغ تسي” كان يردد دومًا “الموسيقى الرفيعة لا تعجب سكان الحى الشعبى” !!

على فجأة أصدرت مؤسسة “الفجر” بيانًا للناس.. للناس كافة.. قالت فيه ما لم نتوقع أن تقوله مؤسسة صحفية عن نفسها وعن العاملين فيها، حيث استهل الكاتب بيانه بالقول “يحاول البعض في الفترة الأخيرة وخاصة بعد إعلان جريدة الفجر عن تنظيم مؤتمر بعنوان مستقبل مصر.. يد واحدة ضد الإرهاب” تشويه سمعة وصورة الكاتب الصحفى عادل حمودة والزج باسمه في عمليات نصب باسم رئاستى الوزراء والجمهورية.

واستطرد البيان لا فض فوه كاتبه: “ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تقدم محامٍ مغمور ببلاغ للنائب العام ضد الكاتب الصحفى عادل حمودة والشركة المنظمة للمؤتمر ووجه في بلاغه اتهامات دون سند أو وجه حق”.

ويؤكد عادل حمودة أن هذه المحاولات المشينة لن تثنيه عن القيام بدوره الوطنى وأن أي شخص يستخدم اسمه وخاصة في غير العمل الصحفى نصاب!!

كما استخدم في الآونة الأخيرة اسم الكاتب الصحفى عادل حمودة من قبل عدد من المأجورين في عمليات نصب ويؤكد حمودة أنه لا علاقة له من قريب أو بعيد بأى أعمال إدارية وحتى داخل المؤسسات التي يعمل بها وعلى سبيل المثال لا الحصر في جريدة الفجر فإن العمل الإدارى من اختصاص الأستاذ محمد على درويش والعمل التسويقى من اختصاص الأستاذ هشام خالد.

وفى قناة “النهار” فإن العمل التسويقى من اختصاص شركة “ميديا لاين” وبخصوص مؤتمر “مستقبل مصر.. يد واحدة ضد الإرهاب” فإن كل الأمور الإدارية تقع على عاتق شركة “الشرق الأوسط” ولا دخل له بأى أعمال إدارية.

وشدد الكاتب الصحفى عادل حمودة على أن من يستخدم اسمه في التعامل مع عدد من الشخصيات العامة أو الشركات الكبرى هو نصاب في ظل الحرب الشرسة التي يخوضها الكاتب الصحفى ضد الإرهاب والفساد مستخدمًا قلمه وكلمته.

انتهى البيان المثير وبدأ الجدل بداية من حيث لا تستطيع أن تحدد إن كان البيان صادرًا عن مؤسسة الفجر أم عن عادل حمودة فعنوانه يقول إنه صادر عن الفجر وجسده ولحمه ودمه ومتنه كلها تؤكد أنه صادر عن عادل حمودة.

بيان الاعتراف بـ«النصب»

في البداية يحذر البيان من محاولة “البعض” -ولسنا منهم بالطبع- تشويه سمعة عادل والزج باسمه في عمليات نصب باسم رئاستى الوزراء والجمهورية.. يا الله.. في عبارة واحدة اعترف بما هو لا يزال قيد التحقيق.. نعم اعترف بيان الفجر بصحة عملية النصب باسم الرئيس ورئيس الوزراء التي تناولها بلاغ محامى النقض غير أنه أكد أن الأستاذ “مش معاهم”!!

ومن البديهى أن النتيجة التي خرج بها البيان في عبارته الأولى القوية، الواضحة، الصادمة إما أن تكون معلومة للمؤسسة وللأستاذ وإما أن تكون مجهولة.. إن كانت معلومة فإنها يصبح لزامًا على مؤسسة لا ترغب في التورط في الإساءة إلى تاريخ الأستاذ وجغرافيته وحساب مثلثاته أن تكون هي صاحب المبادرة لحماية الرجل الوطنى الغيور صاحب القلم الحر والكلمة الحرة “بَرْدَكْ” فتبلغ الجهات الرسمية بأسماء هؤلاء الذين سماهم “البعض”.. الاحتمال الثانى إنها المؤسسة والأستاذ لا يعرفان بتلك المعلومة وهو ما تنفيه الوقائع تمامًا لأسباب عدة.

أولا: الأستاذ عادل حمودة هو من تقدم بطلب إلى رئيس الوزراء طالبا دعمه ورعايته لمؤتمره المزعوم الذي يعتبره جزءًا من أعماله الوطنية الجليلة، وهو الذي تلقى موافقة المهندس إبراهيـم محلب على الرعاية وإلقاء كلمة في المؤتمر، وبالتالى لابد أن سيادته -عادل طبعًا- هو من قدم رسالة محلب له إلى شركة “الشرق الأوسط” لاستخدامها في جلب زبائن لحضور المؤتمر ورعايته، ومن ثم دفع مبالغ طائلة للمؤتمر الذي هو جزء من أعمال عادل حمودة الوطنية الجليلة.

ثانيا: من الواضح أن الذي وجه دعوة الحضور للشخصيات العامة هو الأستاذ عادل حمودة الوطنى الغيور وإلا لما حصل حسب قوائم الحضور التي توزع على الشركات ورجال الأعمال والتي وصل عددها إلى ١٨٦ اسمًا من نجوم المجتمع.. لا أتصور أن الأستاذ عادل حمودة دعا هذه الشخصيات وأعد قوائمها ليمنحها لشركة “الشرق الأوسط” لاستخدامها في جلب إعلانات ورعاة يدفعون ما لذ وطاب.

ثالثا: هل يجوز للسادة المسئولين عن مؤتمر عادل حمودة الوطنى استخدام صورة مائية للنسر؟ وهل يجوز لهم استخدام لوجو مؤتمر دعم مصر الذي عقدته الدولة المصرية بشرم الشيخ ؟

ثم من الذي أطلق اسم المؤتمر واستخدم بخبث شديد “مصر المستقبل” وهو اسم لمؤتمر أقامته الدولة برعاية عربية ولا علاقة لهذا الاسم باسم مؤتمر عادل “يد واحدة.. ضد الإرهاب” ؟ لماذا الإصرار على خلط الأوراق وإيهام الجميع بأن المؤتمر تقيمه الدولة ويحضره الوزراء والمفكرون والمشاهير؟

رابعا: هل يجوز للمسئولين عن التسويق والإدارة بجريدة الفجر التخطيط لملحق إعلانى عن المؤتمر من خلف ظهر رئيس مجلس التحرير وهو الأستاذ عادل حمودة صاحب الأعمال الجليلة وفارس الحرب ضد الفساد والإرهاب بجرة قلم.

محاولات إلصاق التهمة بآخرين

وطبعا الأستاذ عادل حمودة ضد الكسر وضد النار، ولذا فإن البيان لم يتجاهل أن يؤكد للعامة أن المحاولات المشينة لن تثنى سيادته عن القيام بدوره الوطني.. ياسلاااام.. ثم يفاجئنا نحن القراء والمعجبين بسيادته عندما يقر أن هناك عددًا من المأجورين استخدموا اسم الأستاذ عادل في قضايا نصب، ثم يتصاعد الخط الدرامى للمفاجأة عندما يبلغ البيان عن زملاء الأستاذ عادل حمودة وكأنه لا سمح الله يبلغ عن زملائه في المؤسسة.. في لحظة واحدة يحاول بيان “الفجر” أن يلصق التهمة بآخرين لبيرئ ساحة الأستاذ الذي نتمنى أن يعافه الله من هذه المحنة ويخرج منها كالشعرة من العجين.

ينتقل البيان بلا مبرر إلى منطقة تشديد الأستاذ عادل حمودة على أن كل من يستخدم اسمه في التعامل مع الشخصيات العامة فهو نصاب.. وهكذا يصبح الأخ عادل من المشددين بأن من يستخدم اسمه دون أن يقول لنا من الذي منح هؤلاء أوراق المؤتمر ومن الذي حجز قاعة في فندق الماسة ليوهم الآخرين بعلاقة القوات المسلحة بالموضوع؟ من الذي دعا محلب وكيف حصلت الشركة المنظمة على صورة بالألوان لموافقة محلب ومن الذي سمح بوضع اسم الرئيس عبد الفتاح السيسي في أوراق المؤتمر ثم من الذي نشر خبرًا على  بوابة الفجر يوم ٦ أبريل الماضى كله إيحاءات بالدعم الحكومى والرعاية الحكومية، لدرجة أن الخبر المنشور على بوابة الأستاذ يقول إن المؤتمر سيضع أجندة عمل للوزارات.. يااااه يا جبروتك يا من تستغل اسم الأستاذ!!

إن البيان الذي يحمل بلاغًا للجهات الرسمية ضد شخصيات وضد شركة “الشرق الأوسط وضد مجهولين يدفعنى إلى أن أذكر الأستاذ عادل حمودة قبل أن يتطور التطور الطبيعى من رئيس تحرير للفجر إلى رئيس مجلس تحرير الفجر.. لعل سيادته يتذكر قبل تاريخ هذا التطور المذهل كيف وصلت إليه رسالة على تليفونه المحمول توكد لسيادته -أيام حكم الإخوان- أن هناك من زملائه بالجريدة من يخطط للنيل منه ولم يكن من الأستاذ إلا أن جاء إلى الجريدة وتواصل مع الأجهزة الأمنية التي أكدت أن مرسل الرسالة مجهول.. فماذا حدث؟

طلب من الأستاذ عبد الفتاح حويلة ومن الأستاذ خالد حنفى وقد كانا ضلعين كبيرين تقوم عليهما الجريدة التوقيع على إقرار بمسئوليتهما الكاملة عن كل حرف ينشر بالصحيفة وقد وقعا بالفعل على المطلوب رغم أن عملهما صحفى وهو الرئيس الأعلى.. عملهما لم يكن تسويقًا ولا إداريًا وإنما عمل صحفى هو في الأساس رئيسه.

الإبلاغ عن مصطفى الحسيني

الواقعة الثانية التي أنشط بها ذاكرة الأستاذ حدثت في “روزاليوسف” بمنتصف السبعينيات تقريبًا وبالتحديد مع الراحل الأستاذ مصطفى الحسينى والد الإعلامي المعروف يوسف الحسيني، عندما قام أحد زملائه بالمجلة بإبلاغ الأجهزة الأمنية ضده وخمسة من صحفيى «روزاليوسف» متهما إياهم بأنهم ضد الرئيس السادات ولم يكن من بينهم بالطبع الأستاذ عادل حمودة، وهو الأمر الذي أدى إلى إيقافهم عن العمل لحين الانتهاء من التحريات.. انتهت التحريات بتبرئة الخمسة من البلاغ المقدم ضدهم، أعتقد أن عادل حمودة كان حينها غاضبًا لزملائه رافضًا التصرف غير الأخلاقى الذي قام به زميل خسيس، وهو ذاته الأمر الذي يدفعنا إلى مطالبة عادل بالدفاع عن زملائه ضد بيان «الفجر» فإن كانوا مذنبين فليتقدم ضدهم ببلاغ.
الجريدة الرسمية