رئيس التحرير
عصام كامل

رشاد خليفة.. خاتم المرسلين 3


يقول رشاد خليفة: «إن مجموع أرقام السُّور والآيات التى وردت فيها كلمة خليفة هو: (19×5)-1=94، وهذا أيضاً غير صحيح؛ حيث إن كلمة خليفة وردت فى القرآن الكريم مرتين فقط: فى الآية 30 من السورة رقم 2، وفى الآية 26 من السُّورة رقم 38، وعليه يكون المجموع: (30+2+26+38) =96 وليس 94 كما يقول.

يقودنا هذا إلى سؤال متكرر: هل الخطأ عند رشاد يأتى سهواً، أم ماذا؟! فإن قال: بل رجعتُ إلى المصاحف التى تعتبر البسملة آية، نقول: عندها يصبح العدد 98. وإن قال: بل أخطأتُ فى جمع الأرقام، نقول: فأىّ رسولٍ أنت، وأى دليل جئتَ به لتثبت رسالتك؟!.
يقول رشاد فى رسالته للرؤساء والملوك: «إنّ أهم ما أمر به القرآن هو: أعبد الله وحده. وهذا ورد فى: (7: 70، 39: 45، 40: 12 و 84، 60: 4) ومجموع أرقام هذه السّور والآيات هو 361 أى 19×19، انظر المعجم المفهرس، تحت وحده صفحة 745». نظرنا فى صفحة 745، كما طلب رشاد فوجدناه قد أسقط ذكر الآية 46 من سورة الإسراء التى ترتيبها فى المصحف هو 17، أى أنه أسقط مجموع: 46+17. واللافت للنظر أنّه أسقط آية يستشهد بمعناها على رسالته فى مواضع أخرى، والآية هى: «وجعلنا على قلوبهم أكنّةً أن يفقهُوهُ وفى آذانهم وقْراً، وإذا ذكرتَ ربّك فى القرآنِ وحدهُ ولّوا على أدبارهم نُفوراً»، وقد يكون قصد أن يُحصى كلمة وحده عندما تعود إلى لفظ الجلالة الله، فالإحصاء عندها يكون صحيحاً، ولكن لا علاقة لذلك، كما ترى، بادّعائه الرسالة.
حاول رشاد خليفة إثبات أن اسم «رشاد خليفة»، ورد فى القرآن الكريم، فبحث فى الجذر «خلف»، فلمّا لم يجد ضالّتهُ نظر فى معانى مشتقات الجذر «خلف» وتخيّر على هواه منها 19 كلمة، ثم زعم أنّ كلمة خليفة وردت فى القرآن 19 مرة، وتعمّد أن يترك بعض الكلمات ولا يبعد أن يكون قد أوّل ما تركه لتسلم له دعواه.
معلوم أنّ كلمة خليفة لها معنى لغوى وآخر اصطلاحى، فلو كان رشاد أحصى الكلمات التى وردت فى المعنى اللغوى ما وصل إلى مبتغاه، وكذلك إذا أحصى الكلمات التى وردت فى المعنى الاصطلاحىّ أو فيهما معاً، وإليك بعض الأمثلة للكلمات التى تركها فلم يحصها على الرُّغم من أنّه قد أحصى مثيلاتها:
«... قال بئسما خلفتمونى من بعدى..» الأعراف: 150.
«...وقال موسى لأخيه هارون اخلفنى فى قومى وأصلح».. الأعراف: 142
«ولو شئنا لجعلنا منكم ملائكة فى الأرض يَخلُفون» الزخرف: 60
«فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية..» يونس: 92
«...ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خَلفِهم..» آل عمران: 170
وغير ذلك كثير من الكلمات التى لم يُحصِها ليصل إلى القول بأنّ كلمة خليفة قد تكررت فى القرآن الكريم 19 مرّة، ومن (بهلوانيّاته) الكثيرة فى محاولاته لإثبات رسالته، نكتفى أخيراً بهذا المثال:
قال رشاد: وردت لفظة «رشاد» فى السورة 40 فى الآية 29، وفى السورة 40 الآية 38. وأنّ خليفة وردت فى السورة 2 الآية 30، وفى السورة 38 الآية 26”، ولمّا وجد أنّ هذه الأرقام لا تقسم على العدد 19 قام بحذف الآية 30 من السورة 2، وذلك حتى يصبح المجموع من مضاعفات العدد 19: (40+29+38+26) = 133 = 19×7. والآية التى لم يُحصِ فيها كلمة خليفة هى: "وإذ قالَ رَبّك للملائكةِ إنّى جاعلٌ فى الأرضِ خليفة..." والعجيبُ أنّ مسوّغ عدم إحصائها عنده أنّه يزعم أنّ كلمة خليفة فى الآية يقصد بها الشيطان، ومن الغريب أنّه كان قد أحصاها عندما أراد أن يثبت أن كلمة خليفة وردت فى القرآن الكريم 19 مرة.. فأى رسول هو هذا ؟!
وفى حوار طويل جمع بين الإثارة والطرافة أجرته صحيفة «البشير»، الصادرة فى ولاية شيكاغو الأمريكية.. قال رشاد خليفة: عندى ألف برهان على أنى رسول الله، وربى ذكر فى القرآن أنّ الرسول الذى يأتى بعد كل الأنبياء اسمه رشاد خليفة.
وزعم أن أمين الوحى جبريل عليه السلام يتنزل عليه ويبلغه بكلام الله، ونسب إلى جبريل عليه السلام أنه قال له: إن من يموت قبل الأربعين سنة يدخل الجنة مهما عمل.
وعندما سئل عن ميعاد يوم القيامة: أجاب بأن جبريل أبلغه بأنها ستكون سنة 2280 وهى من مضاعفات الرقم 19 .. ونكمل غدا.
الجريدة الرسمية