مصر بين ولاية الفقيه والحاكمية لله
المشكلة تكمن في عقول وقلوب الشعوب العربية وليست في السياسات الخارجية، التي تسعى بكل جهدها أن تحتل أراضينا وفرض ثقافتهم علينا.. المشكلة ليست في الشيعة ولا في المساعي التي تريد أن تنشر التشيع.. المشكلة في أن الشعوب العربية ترفض أي عدوان يرتدي عباءة الإسلام، وهذا ما يقره التاريخ، فالاحتلال العثماني التركي استمر أكثر من أربعمائة عام، وكان يمكن له أن يستمر إلى الآن رغم قهره وقمعه للشعوب العربية، ورغم كم الأحكام بإعدام الكثير من الثوار والمفكرين الذين وقفوا ضد هذا الاحتلال، ولكن دائما تجد الشعوب لا تقاومه مقاومة الاستعمار الإنجليزي أو الفرنسي أو الإسرائيلي، وذلك لأنه استعمار مغطى بعباءة الإسلام سواء كان إسلاما شيعيا أو سنيا أو وهابيا أو إخوانيا أو سلفيا أو أيا كان لأيهم.
فانفجار قنبلة داخل مسجد للشيعة في السعودية، ويقر تنظيم داعش بمسئوليته عن تنفيذ الجريمة، لهو بدء صراع وحرب بين الشيعة والسنة داخل منشئ الحركة الوهابية والسنية وهي الأراضي السعودية واحتلالها.. فالشعوب ليست ضد أي ديانة سواء كانت شعوبا عربية أو غيرها، ولكنها السياسات التي تخلق المشكلة، وتبني عليها صراعات لتفكيك وتقسيم البلدان العربية لإضعافها.
فلماذا يصر البعض على صنع تكتلات شيعية وأخرى قبطية، وأخرى سنية وهابية وأخرى إخوانية، وغيرها من التكتلات العلمانية التي تنخر في أساسيات نظام الدولة.
أعتقد أن هذا الكم من التكتلات فوق طاقة أجهزة أمن الدولة والمخابرات لتحجيم شرها، فمصر وقعت فريسة لنشر التشيع السياسي من إيران، مثلها مثل كثير من الدول العربية اليمن والعراق وليبيا، وغيرها التي تطبق سياسة ولاية الفقيه المتمثلة في سياسة إيران، وبين الحاكمية لله المتمثلة في حكم الإخوان والسلفيين، وكلاهما متكاتفو الأيدي بصورة أو بأخرى من أجل إرساء الخلافة الإسلامية، وإذا فرض وتحققت هذه الخلافة سيبدأ الصراع بين كل هذه الأطراف وتتحول منطقة الشرق الأوسط إلى بحر من الدماء، ولن يستطيع أحد أن ينال من الكيان الصهيوني، وذلك لأن هذا الكيان حليف قوي لكل أقطاب الصراع.
فنحن لا نريد إلا أن تتعايش الشعوب في أمان بلا حروب بلا أحزاب وجبهات سياسية، فكل من يسعى لاستيراد نظام بلد معين لمصر فهو يضر بمصلحة هذه البلد.
فيجب أن نبحث عن وسيلة تضمن أمان الشعوب العربية في تعايشها سويًا باختلاف عقائدهم وانتماءاتهم، نعم ربما يكون هذا الحلم خياليا وسط هذا الكم من "الزفارة" السياسية المنتشرة تلك الأيام، وتلك الشخصيات العفنة التي ظهرت علينا بعد ثورة يناير اللعينة.
نعم يمكن أن تتغير السياسات، وعدو أمس يصبح صديق اليوم والعكس، ومن هذا المبدأ ينبثق الأمل المشرق في الغد فيجب أن نتكتل جميعًا باختلاف عقائدنا من أجل الأرض وأمان الشعوب واستقرارها ونهضتها.
فلك الله يا عرب.. حماك الله ورعاك.