السفير الأرميني بالقاهرة: نسعى للحصول على اعتراف دولي بجرائم الإبادة الجماعية
- هناك أتراك يرفضون الموقف الرسمى للسلطات التركية
- عددنا 8 آلاف ولا نشعر بالأمان سوى في مصر
- مستمرون في النضال لإعادة حقوق الشعوب التي تعرضت لنفس المصير
وأضاف سفير أرمنيا في حواره لـ «فيتو» أن الأرمن موجودون في كل بلاد العالم إلا دولة واحدة وهى أذربيجان وهى الدولة التي إذا عاش بها أرمينى تفقد له كلمة الحياة لما بها من عداء قوى مع الدولة الأرمينية.. وإلى نص الحوار:
> بداية ماذا لو اعترفت تركيا بالمذابح الأرمينية ؟
نحن لا نرى أي إشارة من تركيا ولا رئيسها بأنها تعترف ولو بشخص واحد استشهد فهل تعترف بقتل مليون ونصف المليون أرمينى؟ فنحن، الشعب الأرمينى، ندين الحصار غير الشرعى الذي تفرضه جمهورية تركيا على جمهورية أرمينيا، والموقف المعادى للأرمن على المنابر الدولية، ووضع شروط مسبقة لتسوية العلاقات الحكومية المشتركة، وتقييمها كنتيجة لعدم معاقبتها على الإبادة الأرمنية حتى اليوم.
> ماذا تطلبون من تركيا في الذكرى المئوية للمذابح الدموية ؟
ندعو الجمهورية التركية إلى الاعتراف بالإبادة الأرمنية التي نفذتها الإمبراطورية العثمانية وإدانتها، ومواجهة تاريخها الخاص وذاكرتها من خلال إحياء ذكرى ضحايا تلك الجريمة المروعة التي ارتكبت ضد الإنسانية، والتخلى عن سياسة التزييف وإنكار الحقيقة التي لا تفيد، ونحن نساند شريحة المجتمع المدنى في تركيا المتمثلة في المثقفين التي تبدى اليوم الجرأة وتواجه الموقف الرسمى للسلطات وتعترف بالمذابح الأرمينية، كما نأمل أن يكون الاعتراف بالإبادة الأرمينية وإدانتها انطلاقة مهمة لعملية المصالحة التاريخية بين الشعبين الأرمينى والتركي.
> وما الخطوات التي تتخذونها كى يعترف العالم أجمع بالمذابح الأرمينية ؟
اتخذنا خطوات عديدة، وتقدمنا بالشكر أيضًا لبعض الدول وتم الإفصاح بها في الذكرى المئوية لنا 24 أبريل الماضى، وتستعد أرمينيا حاليًا وتكثف جهودها للحصول على اعتراف دولى بشأن جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها تركيا بحق الشعب الأرمينى والتي راح ضحيتها مليون ونصف المليون أرميني، معربة عن عزمها وإصرارها على إدانة تركيا دوليًا، والانحناء أمام الأبطال الذين ضحوا بحياتهم والناجين منهم الذين ناضلوا من أجل الحياة والكرامة، وأن أرمينيا وشعبها، مستمران في النضال الدولى لمنع الإبادات، من أجل إعادة حقوق الشعوب التي تعرضت للإبادة، وتعزيز العدالة التاريخية، إلى جانب اتخاذ الخطوات القانونية في هذا الاتجاه، لمنع التداعيات الخطيرة للإنكار، وطالبنا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، بتوحيد الجهود من أجل استعادة العدالة التاريخية، واحترام ذكرى ضحايا الإبادة الأرمينية.
> ما الرسالة التي تود أرمينيا إيصالها إلى دول العالم في ذكرى مذبحة الإبادة؟
تعرب أرمينيا عن شكرها للدول والمنظمات الدولية والدينية والمدنية، التي تحلّت بالشجاعة السياسية واعترفت بالإبادة الأرمينية وإدانتها، كجريمة ضد الإنسانية، وما زالت حتى اليوم، نعلم أنه تمت دعوة دول عديدة في إحياء الذكرى المئوية للمذابح الأرمينية هل قدمتم الدعوة لتركيا ؟
بالفعل تم توجيه الدعوة لتركيا، لكن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان قابل الدعوة بتصرف غريب للغاية، حيث دعا إلى الاحتفال بذكرى معركة جاليبولى 24 أبريل رغم أن ذكراها 18 مارس لإفساد الاحتفالات بإحياء ذكرى المذبحة التركية ضد الأرمن.
> وبم فسرت الدولة الأرمينية رفض الدعوة من أردوغان ؟
الهدف الوحيد من وراء هذا الاحتفال التركى هو تحويل انتباه المجتمع الدولى من الاحتفالات التي ستقام لإحياء ذكرى الإبادة الأرمينية، فالسلطات التركية بدلًا من أن تستخدم احتفالات المئوية للإبادة الأرمينية فرصة لمواجهة تاريخها وللمصالحة، وضعت نفسها في موقف حرج..
> هل الشعب التركى معترف بالمذابح الأرمينية أم موقفه مع السلطات التركية؟
يومًا بعد يوم نرى وجود العديد من المثقفين، والشباب المتقدمين، والأشخاص العاديين والصادقين يحاولون فهم حقيقة ما حدث قبل 100 سنة، ويفسرون كيف فجأة اختفى شعب عاش جنبًا إلى جنب مع أجدادهم في سلام ووئام، وهناك المزيد من الأتراك الذين يبدون اليوم جرأة كبيرة ويواجهون الموقف الرسمى للسلطات التركية ويرغبون في التعايش بكرامة وعدم تحمل عبء ثقيل من الذنب الذي ينقل من جيل إلى الجيل منذ 100 سنة.
> بعض البلاد تنفى عدد ضحايا مذبحة الأرمن 1915 الذي وصل إلى مليون ونصف المليون؟
من ينفى العدد فهو ليس قارئًا للتاريخ الأرمينى وبالفعل وصل عدد ضحايانا إلى مليون ونصف المليون.
> ما عدد الأرمن في العالم أجمع ؟
عددهم في الدولة الأرمينية نحو 4 ملايين وخارج أرمينيا من 7 إلى 8 ملايين أرمينى.
> هل يختلف الاحتفال بالمذابح الأرمينية هذا العام عن كل عام؟
بالتأكيد تختلف لأنها هي أول مئوية تمر على المذبحة وسنتخذ الزهرة شعارًا لنا هذا العام لدلائل كثيرة.
بما أنك سفير أرمينيا بالقاهرة هل الأرمن يشعرون بالأمان أم الغربة ؟
بالعكس تمامًا فمصر هي الدولة الوحيدة التي يشعرون فيها بالأمان ككل المصريين ويحصلون على حقوقهم مثل كل المصريين، ويبلغ عددهم 8 آلاف أرمينى.
> وما الدولة التي يشعر بها الأرمن بالظلم وعدم الحصول على حقوقهم ؟
أذربيجان وتركيا هما الدولتان اللتان يفقد فيهما الأرمن هويتهم وحقوقهم، فأذربيجان لا يوجد بها أرمنى واحد حاليًا، والأرمن في تركيا يخفون هويتهم حتى لا يتعرضوا للتعسف القهري، إلى جانب الدول التي يحتلها التنظيم الإرهابى "داعش" مثل سوريا والعراق.