رئيس التحرير
عصام كامل

"حيطة" عبدالغفار شكر !!


ما يحدث على الساحة السياسية الآن أصاب الناس بالتململ وخيبة الأمل.. فحين يخرج علينا عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبي ويقول "هنلبس في الحيطة إذا تجاهل الرئيس القوى السياسية"، شاكيًا من تهميش الأحزاب، مطالبًا الرئيس بتقويتها.. ولم يقل لنا كيف يهمش الرئيس الأحزاب.. وكيف يفسر انسحاب حزبه من خوض الانتخابات المقبلة.. أليس ذلك هو التهميش بعينه.. ثم ماذا يفعل الرئيس لأحزاب هشة.. هل يصدر قرارًا بالتحام الأحزاب بالجماهير أو انضمام الأخيرة للأحزاب قسرًا ثم أليس عزوف الأحزاب عن المشاركة السياسية هو الفشل بعينه.. ألم يعترف شكر وصباحي وأبو الغار بضعف الأحزاب وهشاشتها فما دخل الرئيس في ذلك، وهو الذي لا يفتأ يطالبها بدمج الشباب فيها.. وكيف يتهم الرئيس بتجاهل الأحزاب بدعوى أنه لا يريد برلمانًا رغم مطالبته المستمرة بضم الأحزاب للشباب وتدريبهم على القيادة وتربيتهم على الديمقراطية.. وهو الذي تدخل لرأب الصدع داخل حزب الوفد العريق.


الإعلام أيضًا تخلى عن رسالته وأغرقنا في بحر الظلمات والشكوك والمتاهات، وهو ما يجعل الدولة وليس الثورة في خطر يحتم على المسئولين المسارعة بحل مشكلات الجماهير ومواجهة الإهمال الذي صار سوسًا ينخر في عظام الدولة مثلما حدث في ماسبيرو.

ترك الخلاف فضيلة والاتفاق على الأولويات الوطنية فريضة ومصلحة الوطن ينبغي أن تظل المعيار الحاكم لسلوكنا بعيدًا عن المصادرة أو الوصاية فإذا كان السواد الأعظم صامتًا فليس معنى ذلك إهدار إرادته فلا يملك أحد من ذوي الصوت العالي إعلاميًا تفويضًا من الشعب للحديث باسمه، فالشعب هو من اختار السيسي وفوضه لمحاربة الإرهاب وبناء مصر الناهضة.. وليس أقل من أن نسانده ونتكاتف ضد الفوضى ونمارس حقنا في النقد الهادف إذا لزم الأمر شريطة أن يسود القانون على الجميع وألا نسمح بإهدار هيبة الدولة وأن ننطلق في عمل دءوب.. أليس من الأفضل ترك الجدل والبعد عن الإغراق في الماضي وأن نثق في نزاهة قضائنا واستقلاله فهو الضمانة الحقيقية لدولة قوية.
الجريدة الرسمية