رئيس التحرير
عصام كامل

الأشرار (2)


هؤلاء الأشرار من مدعي السياسة والأبواق الإعلامية والتيارات السياسية التي ابتلينا بها بعد الثورة – والثورة منهم براء - يتبنون شعارات جوفاء لا تصمد إذا اختبرت في الواقع ومن المدهش مثلًا أن أحد رؤساء الوزارة بعد ثورة يونيو وهو المعروف بانتمائه لحزب بعينه وهو الذي أقرت حكومته قانون التظاهر خرج بعض المنتسبين لحزبه يجاهرون العداء والرفض لهذا القانون، ناهيك عن تخويف بعض المتنطعين في دروب السياسة من حكم العسكر دون أن يدري هؤلاء أن من صك هذا الشعار هم الإخوان أيام المجلس العسكري فهل بعد رفض الانصياع للقانون إلا الفوضى..


وهل حق التظاهر معناه في نظرهم إشاعة الفوضى والاعتراض على أحكام القضاء أم أن إصلاح التشريعات يكون بطرق قانونية عبر البرلمان أو عبر نضال سياسي جاد يستهدف تغيير ثقافة المتظاهرين وتبصيرهم بضوابط ممارسة هذا الحق الذي هو ليس مطلقًا يتعارض مع صالح البلاد والعباد كما يريد هؤلاء المعترضون بالحق والباطل.

بعض هؤلاء للأسف لا يزال يخوض في أحكام القضاء التي قضت بسجن من أدينوا بالتحريض على العنف والاعتداء على رجال الجيش والشرطة والمنشآت والمرافق ممن ينتسبون زورًا وبهتانًا لشباب الثورة.. فهل يملك أمثال هؤلاء مثقال ذرة من وطنية أو حب للوطن وخوف على مصلحته.. هل يدركون مقدار التضحيات الهائلة لرجال القوات المسلحة والشرطة.. هل كلفوا أنفسهم بتحية تضحيات هؤلاء الأبطال في محاربة الإرهاب في سيناء وعبر الحدود المترامية الأطراف.. هل وجدنا إشادة تصدر عن هؤلاء بما فعلته المخابرات المصرية في تحرير الأثيوبيين المختطفين في ليبيا، ولا ما أقدمت عليه قوات الجيش من توجيه ضربات سريعة وحاسمة لمعسكر داعش هناك..

هل يطرف لهؤلاء جفن لاستشهاد بطل من جنودنا الذين تغتالهم أيدي الإرهاب الآثم يوميًا..أم أنهم لا يرون سوى المحاكمات السياسية تارة بالمطالبة بإلغاء قانون التظاهر.. وتارة أخرى بتعزيز حقوق الإنسان ورعايتها بصرف النظر عن انتهاكات الإرهابيين بحق المواطن والدولة.
الجريدة الرسمية