رئيس التحرير
عصام كامل

توتر الأوضاع في دول حوض النيل تضع العلاقات المصرية في مأزق.. صراع مسلح في جنوب السودان وانقلاب عسكري في بورندي.. وخبراء يؤكدون: ما يحدث في أفريقيا أمر مألوف.. و«نور الدين»: يعطل مصالحنا في ا


سادت حالة من القلق بسبب العلاقات بين مصر والدول الأفريقية خاصة بعد حالة التوتر التي شهدتها بعض الدول الأفريقية، وخاصة الوضع في جنوب السودان التي تشهد صراعا مسلحا في ولاية الوحدة، بعد أن اغتصب عدد من المسلحين فتاة وسرقوا بعض المنازل الأخري ونتج عن هذا الصراع الذي نشب في 2013 نزوح أكثر من 50 ألف وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة.


المشاريع في جنوب السودان
وترتبط مصر بجنوب السودان بعدد من المشروعات والمنح وصلت إلى 100 مليون جنيه، كما تم توقيع اتفاقية تعاون بين مصر وجنوب السودان في القاهرة نوفمبر الماضي تضمن تعزيز التعاون من خلال المشاركة في مجالات تطوير الموارد المائية والزراعة والصحة.

وتبلورت تلك الاتفاقية بزيارات شهرية أجراها الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري، وافتتاح عدد من المشروعات منها محطات للمياه وتطهير بحر الغزال في جنوب السودان.

بوروندي
وكانت بوروندي إحدي دول حوض النيل هي الأخري على قائمة اهتمامات وزارة الري بعد أن أعلن الدكتور حسام مغازي عن جولة أفريقية جديدة تشمل الكونغو وكينيا وبوروندي، ولم تمضِ سوي ساعات قليلة على هذا التصريح حتى شهدت بوروندي انقلابا عسكريا وشهدت البلاد توترات سياسية.

وأثارت تلك الأحداث تساؤل عدد من المهتمين بالشأن الأفريقي وحول تأثير ذلك على المشروعات المصرية في حوض النيل، وتأثير ذلك على التعاون بينهم.


وقال الدكتور علاء ياسين، مستشار وزير الري لشئون السدود، إن الأحداث التي تجري في جنوب السودان وبوروندي لا تؤثر على المشروعات المشتركة بين البلدين، مضيفًا أن معظم المشاريع المائية في جنوب السودان تتركز في جوبا العاصمة وهي بعيدة عن الاشتباكات، وأن أحداث بوروندي داخلية لا تؤثر على العلاقات الخارجية وهو أمر مألوف في القارة الأفريقية.

ساحة حرب
وأضاف الدكتور نادر نور الدين، خبير المياه الدولي، أن ما يحدث في جنوب السودان وبوروندي لا يحقق مصالح الدول، لافتًا إلى أن الصراعات المسلحة في ولاية الوحدة بجنوب السودان والانقلاب العسكري في بوروندي هو إشارة إلى عدم استقرار دول حوض النيل الفترة المقبلة وهو أمر يؤثر على مصر باعتبارها دولة من دول حوض النيل.

وأكد «نور الدين» في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن المشروعات المشتركة والمنح التي قدمتها مصر لعدد من الدول الأفريقية الغرض منها هو المصلحة المشتركة، ووجود تلك الأحداث تعطل أي فائدة، مشيرًا إلى أن قناة جونجلي توقفت بسبب حرب أهلية في السودان وهو أمر يجب أن يكون في الحسبان.

وطالب أن يكون هناك تواجد مصرى ليس من الناحية الفنية فقط، وإنما من الناحية الأمنية، خاصة أن القارة السمراء هي ساحة للحرب المقبلة بين عدد من الدول على رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل.
الجريدة الرسمية