رئيس التحرير
عصام كامل

التصدي لشرذمة المنفلتين إعلاميًا بات مهمًا !


الإعلام يبالغ أحيانًا في الحديث عن حق التظاهر والإضرابات والحقوق السياسية..عن أولويات أخرى أهم وأنفع وضرورية للنهوض بالوطن. كما يغفل في المقابل دور المواطن ومن ثم بات التصدي لشرذمة المنقلبين إعلاميًا وصحفيًا أمَرًا تفرضه المصلحة العامة على الجماعة الصحفية والإعلامية..


وفي هذا السياق كتب الأستاذ مكرم محمد أحمد يقول: لم يفعل الرئيس السيسي ما يستحق حملة الانتقاد المتصاعدة التي ينهض بها عدد محدود من أصحاب الأقلام خرجوا علينا فجأة بمقالات نارية لا يسوّغها تاريخ سابق لهم أو مواقف معروفة ولا نجد تبريرًا واضحًا في أفعال محددة. وما يزيد من غرابة هذه الحملة أنها تناقض شهادة منشورة تقول عكس ما تقوله هذه المقالات أو تبثه الفضائيات وكأن الناس جميعًا قد فقدوا الذاكرة ونسوا ما صدر بالأمس القريب.

وربما لا يكون السيسي قد أنجز كل المراد، وربما يكون قد أصبح جزءًا من روتين وتقاليد العمل الرئاسي، وربما تستحق حكومته بعض النقد بسبب تباطؤ الأداء لكن السيسي لا يزال صامدًا في المعركة ضد الإرهاب يصر على هزيمته ويحاربه بجد وإصرار ولا يزال يشغل نفسه بقضية التنمية المستدامة التي تصل ثمارها لكل فئات المجتمع..يصحو وينام على مشاكل وآلام المصريين الذين يتعجلون النتائج لكثرة ما طال بهم الانتظار فلماذا هذه الحملة التي تهدف في جوهرها لتكريس فتور المصريين وإحباطهم بأكثر من قدرتها على إيذاء شعبية السيسي..

وما ينبغي أن يكون واضحًا للجميع أنني لا أطالب بتحصين قرارات الرئيس السيسي وآرائه من حق النقد ولا أريد أن أسبغ عليه قداسة خاصة..هذا زمن راح ولن يعود ولكني فقط أتساءل عن مبررات هذه المعزوفة الجديدة خاصة أن أصحابها لا يقولون لنا أسبابًا واضحة أو محددة يمكن أن نرفضها أو نقبلها فقط يعزفون لحنهم النشاز.. وإذا كان صحيحًا ما يقال إن بعضًا من رجال الأعمال في الإعلام يريدون أن يذبحوا " القطة " للسيسي كي يرسخوا مصالحهم فهذه في الحقيقة لعبة قديمة فات أوانها، ويمكن أن تأتي بعكس نتائجها..

كما قال كاتبنا الكبير فاروق جويدة"لقد فشل الإخوان في تفكيك الدولة المصرية ولكن الإعلام المصري يقوم بهذه المهمة بنجاح"

..ونقول علينا أن نصوب وجهة الإعلام وأن نمارس مهمتنا بنزاهة سواء في النقد أو المدح، تحكمنا المصلحة الوطنية فهي الضمانة الحقيقية للنزاهة والشفافية وسلامة القصد.. دون أن يعني ذلك أننا نبرئ الحكومة.. فالمشوار طويل يحتاج إلى الصبر.. فما أفسدته سنوات طويلة لا يمكن أن يصلح بين عشية وضحاها.

الجريدة الرسمية