رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. المدينة الصناعية بقنا "خرابة".. أكوام القمامة والحشرات الضارة تحاصر الورش.. انقطاع المياه يدوم 3 أيام.. الظلام وغياب الأمن يعرض المحال للسرقة.. والإيجار المتأخر يهدد بطرد الصنايعية


ضربت المدن الصناعية بمحافظة قنا، مثالا واضحا على الإهمال الذي طال المدن الصناعية في جميع المحافظات، فالمدينة تفتقد لوجود الخدمات الأساسية من المياه والكهرباء، ولا توجد سيارة إسعاف أو نقطة شرطة لتقدم خدماتها لأصحاب الورش والمترددين عليهم، وزاد من حدة الأزمة، أن الدولة تطالب أصحاب الورش بدفع الإيجارات المتأخرة منذ سنوات، دفعة واحدة، ما يهدد بطردهم من الورش.


ورصدت عدسة "فيتو" الأوضاع على أرض الواقع، واكتشفت مدى الإهمال الذي وصل له حال تلك المدينة، الكائنة في منطقة الظهير الصحراوي لمدينة قنا، يخيل لك في بادئ الأمر كأنك تزور مقلب قمامة كبيرا؛ نظرا لانتشار أكوام القمامة في شوارع هذه المدينة المسكينة، وبالطبع تنبعث منها روائح كريهة، هذا بالإضافة إلى الأمراض الكثيرة الناتجة عن انتشار جيوش من الحشرات والقوارض والجرذان.

"مفيش مياه"
في البداية، قال خالد محمد "صاحب ورشة": إن المياه انقطعت عنا لمدة 3 أيام، وهو الأمر الذي أصابنا بصدمة كبيرة، خاصة أن المنطقة هنا طبيعتها حارة وتحتاج إلى كميات من المياه، والعمالة هنا تعمل منذ ساعات الصباح الأولى وحتى يحل الظلام، كما أن المدينة تفتقد لأبسط الخدمات مثل تواجد عمال النظافة الذين أصبح مشاهدتهم بالمدينة الصناعية وهم يقومون بأعمال التنظيف أحد أحلام أصحاب المحال الصناعية، ما دفع معظم أصحاب الورش والمعامل والمحال للقيام بعمليات التنظيف اليومية لمحالهم، وتنظيف الشوارع التي تطل عليها أماكن عملهم.

وأضاف أن الإنارة الليلية معدومة داخل المدينة الصناعية، وهذا ما تسبب بالكثير من السرقات للمحال والمعامل والورش بالمدينة، وعلى الرغم من مطالبنا الكثيرة لإصلاح هذه الإنارة إلا أن المسئولين لا يسمعون.

وقال رمزي نوح "صاحب ورشة ميكانيكا": المدينة هنا تفتقد عدم وجود نقطة شرطة أو سيارة إسعاف، ولا حتى وحدة إطفاء أو سيارة على الرغم من أن هذه المدينة تضم المئات من الورش التي تعمل في كل المجالات، وجميع العاملين بها معرضون لا قدر الله لأي حادث طارئ.

وأشار إلى أن الناموس هنا مثل الجراد، وهو ما يعرض صحتنا للخطر، وعدم وجود سيارات رش للقضاء على هذه الحشرات الطائرة، ولا يأتي عمال النظافة إلا عندما يكون هناك زيارات رسمية، نجد الجميع هنا يعمل، وفور انتهاء الزيارة نرجع للخلف كما كنا.

مبانٍ خاوية
وأضاف منتصر أبو الفضل عباس "صاحب ورشة لحام"، أن المشلكة الرئيسية هنا أن استلمنا المباني عبارة عن منطقة واحدة مبنية بشكل طولي، ولم يكن هناك أي فواصل بيننا، وهو ما اضطرنا إلى أن نقترض من البنك من أجل بناء ورشة، وتقطيع تلك الكتلة الخرسانية لتصبح عددا من الورش، وبالتالي تراكمت علينا العديد من الديون منذ 15 عاما، واليوم هم يطالبون بالإيجارات المتأخرة في سنة واحدة، في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها.

وأشار فرج النجار راشد "صاحب ورشة"، إلى "أننا نعاني من انتشار القمامة والناموس بشكل غير آدمي، وعدم وجود كهرباء بأعمدة الإنارة، وهو ما يعرض ورشنا للسرقة، وكثيرون منا لجأوا إلى استئجار خفراء لحراسة محالهم، ووقع العديد من السرقات بتلك المحال".

وأشار خالد محمد، إلى أن بعض السرقات وقعت في وجود أحد الخفراء، موضحا رفض الخفراء حراسة الورش، خاصة أن المنطقة بعيدة تماما عن العمران.

وتابع موريس طلعت "صاحب ورشة نجارة": أنه لا يوجد خطوط مواصلات للمدينة، وهناك العديد من المشكلات أهمها هو ارتفاع فائدة الإيجارات إلى 10%، وفي عقد الإيجار للأسف مكتوب أنه يوجد جميع الخدمات التي لم نجد منها شيئا، وكنا في السنوات الماضية أيام اللواء عادل لبيب متوفرة جميع الخدمات، أما الآن فلا يوجد أي شيء، كما أن المحافظ الجديد لم يزر المنطقة ليعرف مشكلاتها.

وتابع إبرهيم شحاتة "صاحب ورشة": أن أصحاب الورش مهددون بالطرد حال استمرار تجاهل الدولة لمطالبهم، وللأسف أن العديد من الأهالي بدأت في بناء ورش خارج المدينة.
الجريدة الرسمية