رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل زيارة قرينة حاكم الشارقة إلى مستشفى «57357».. الشيخة جواهر: لن أتوقف عن حشد الدعم العربي والدولي لمساعدة الأطفال المصابين بالسرطان.. على المجتمع المدني تقديم العلاج والرعاية للمرضى


طالبت قرينة حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، بالعمل على توفير العلاج المجاني والرعاية الصحية والنفسية لكافة الأطفال المصابين بالسرطان حول العالم.


وأكدت أنها تقوم بعمليات بحث مستمرة بالتعاون مع الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال تهدف من خلالها إلى إيجاد وسائل ناجحة تسهم في الحد من حجم المعاناة التي يخلفها سرطان الأطفال على الأفراد والعائلات والمجتمع.

جاء ذلك خلال زيارة الشيخة جواهر أمس إلى مستشفى سرطان الأطفال "57357 " في القاهرة، الذي يعتبر أحد أكبر المستشفيات المتخصصة في علاج سرطان الأطفال بأنواعه المختلفة في المنطقة العربية، ويقدم خدماته مجانًا للجميع.

ولفتت الشيخة جواهر إلى "أنه من خلال دعم وتبرعات المجتمع المدني من مؤسسات وأفراد، والوقوف إلى جانب الأطفال المصابين بالسرطان نستطيع تحقيق إنجازات كبيرة على مستوى الوطن العربي والعالم، وتوفير العلاج والرعاية الصحية والنفسية للأطفال المصابين بالسرطان مجانًا، والعمل أيضًا على البحوث والدراسات المتعلقة بهذا المرض لتوفير علاجات فعالة تحمي الأطفال".

وأشارت بذلك إلى الإنجازات والنتائج التي حققها مستشفى "57357" من خلال التبرعات التي يحصل عليها من قبل المؤسسات والأفراد.

ورافق الشيخة جواهر في الزيارة أميرة بن كرم، رئيس مجلس الأمناء والعضو المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، ونورة النومان، مدير عام المكتب التنفيذي للشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، ونها صفر، عضو مجلس الأمناء لجمعية أصدقاء مرضى السرطان.

واستقبل الشيخة جواهر لدى وصولها مبنى مستشفى "57357" الدكتور هاني حسين، الرئيس التنفيذي للمستشفى، والدكتور شريف أبو النجا، نائب مدير المستشفى، وعدد من المسؤولين والطاقم الطبي هناك، وفور وصولها قامت إدارة المستشفى بافتتاح القسم الخاص الذي يحمل اسم الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، تقديرًا من إدارة المستشفى لسخائها في تقديم الدعم المادي لعلاج الأطفال المصابين بالسرطان هناك.

وحملت اللافتة اسم قرينة حاكم الشارقة، ومقولتها لأطفال السرطان "أنت بطل قصتك، وستبقى دائمًا في قلبي يا شجاع".

وثمنت الشيخة جواهر الدور الكبير الذي تقوم به الإدارة والأطباء والممرضين في مستشفى "57357" تجاه الأطفال المرضى وعائلاتهم، وعزمهم الكبير على رعايتهم إلى حين تحقق الشفاء لهؤلاء الأطفال وإعادة البسمة إلى وجوههم، دون النظر إلى جنسياتهم وأجناسهم وأديانهم وأوضاعهم الاقتصادية، واصفةً إياهم بملائكة الرحمة.

وزارت عددًا من الأطفال المرضى في الغرف التي يقيمون بها بالمستشفى، كما التقت عددا من الأطفال اللاجئين الذين يتلقون علاجهم مجانًا في المستشفى، وأكدت للأطفال أنها لن تتوقف عن بذل ما في وسعها من جهود وحشد الدعم العربي والدولي لحمايتهم ومساعدتهم على الشفاء ومواصلة حياتهم بالشكل الطبيعي.

وخاطبت الأطفال قائلة "بعزيمتكم الكبيرة، وشجاعتكم، ومساعدة أصدقائكم في كل مكان بالعالم، ستنتصرون على هذا المرض، وسيكتب لكم الشفاء التام بإذن الله تعالى"، مثمنة دعم قيادات دولة الإمارات للمستشفى، والدعم الكبير من الدول العربية الشقيقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.

المجتمع المدني
ونوهت الشيخة جواهر خلال الزيارة إلى ضرورة تحمل المجتمع المدني من أفراد ومؤسسات مسؤوليته الإنسانية تجاه الأطفال المصابين بالسرطان، والسعي إلى تقديم الدعم والتبرعات الكافية والمتواصلة إلى المنظمات والمراكز التي تقوم بتوفير العالج والرعاية الصحية والنفسية لهؤلاء الأطفال وعائلاتهم، حيث إن إحصاءات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن هناك نحو 80% من الأطفال المصابين بالسرطان يعيشون في الدول النامية.

وأكدت ضرورة العمل على وضع إستراتيجيات دولية مشتركة، لحماية أرواح مئات الآلاف من الأطفال حول العالم من مرض السرطان، وما ينجم عنه من تداعيات سلبية على الأطفال وعائلاتهم والمجتمع بأكمله.

ودعت الشيخة جواهر إلى العمل المشترك لتجنب الأطفال الآلام الجسدية والنفسية للسرطان وضرورة التعاون الدولي لمد يد العون والمساعدة، الطبية والمادية، للمستشفيات والجمعيات التي تقدم الرعاية والعلاج لهؤلاء الأطفال، مشددةً على أن الرعاية الصحية حق أساسي من حقوق الأطفال لممارسة حياتهم بشكل طبيعي، ولمنحهم أسباب العيش بفرح بعيدًا عن المرض وآلامه.

وقالت الشيخة جواهر القاسمي: "أشعر بكثير من الأمل وأنا أشاهد أن هنالك أشخاص ومؤسسات تواصل جهودها لتخفيف معاناة الأطفال المصابين بالسرطان، فأجسادهم الغضة تعجز عن تحمل الآلام الكبيرة للسرطان، فمرض سرطان الأطفال يصيب أكثر من ربع مليون طفل كل عام، ويتسبب في وفاة 90 ألفًا من بينهم سنويًا، 80 في المائة منهم في الدول الفقيرة أو ذات الدخل المتوسط.

جهود حكومية
وأضافت أن هذه الأرقام تتطلب مساهمات وجهود حكومية وشعبية للمساهمة في إنقاذ حياة الأطفال الأبرياء، وتوفير البحوث العلمية والأجهزة الطبية والطواقم البشرية القادرة على الكشف والتشخيص المبكر عن المرض، ومن ثم تقديم العلاج الطبي والدعم النفسي الضروري للأطفال وذويهم لمساعدتهم على تجاوز هذه المحنة.

وعقدت الشيخة جواهر القاسمي خلال زيارتها عددًا من الاجتماعات مع إدارة المستشفى والأطقم الطبية العاملة وقفت من خلالها على طبيعة الخدمات التي تقدم إلى الأطفال المرضى، وعن النظام الذي تتبعه المستشفى في استقبال الحالات وطرق التعامل معها.

كما قامت بجولة تفقدية إلى المرافق التابعة للمستشفى، واستمعت إلى شرح تفصيلي عن الخطة التي وضعها المستشفى للتوسع خلال السنوات الخمس المقبلة والتي تتضمن زيادة عدد الأسرة وإنشاء مركز خاص بالبحوث والدراسات متخصص بأمراض سرطان الأطفال، مؤكدة مواصلة دعمها للمستشفى وأيضًا حشد الدعم العربي والدولي لمواصلة تقديم العلاج لأطفال مصر والمنطقة.

وثمن الدكتور شريف أبو النجا، مدير مستشفى سرطان الأطفال"57357"، الإسهامات الكبيرة التي تقوم بها الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي في مكافحة مرض السرطان بشكل عام وسرطان الأطفال بشكل خاص، معربًا عن تقديرهم الكبير للرعاية الكريمة التي تحظى بها المستشفى من قبل سموها.

التبرعات
وأشار إلى استلامهم في يوليو من العام الماضي لتبرع بلغت قيمته 10 مليون جنيه مصري من قرينة حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، ساهم وبشكل كبير في توفير العلاج والرعاية الصحية اللازمة للأطفال المصابين بالسرطان في مصر والدول المجاورة لها، عبر تمكن المستشفى بدعم من الشيخة جواهر من شراء أحدث أنظمة التصوير بالأشعة المقطعية والاستفادة من التطبيقات التكنولوجية في المجال الطبي.

وأضاف الدكتور شريف أبو النجا: "أطلقنا اسم الشيخة جواهر بنت محد القاسمي على أحد أقسام المستشفى تقديرًا منا لوقفتها الكبيرة معنا في المستشفى ومع الأطفال الذين يتلقون العلاج هنا، ولإسهاماتها الدولية من خلال المبادرات التي ظلت تطلقها باستمرار والتي عبرت عن اهتمامها الشخصي بهذه القضية الإنسانية وعن التعاطف الكبير الذي تحمله لمرضى السرطان".

وشهد العام الماضي مجموعة من الأنشطة والزيارات التي قامت بها الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي لدعم ومساندة الأطفال المصابين بالسرطان حول العالم، وشاركت رسميًا في فعاليات "المؤتمر الأفريقي الحادي عشر للجمعية الدولية لمكافحة أورام الأطفال" الذي أقيم بالعاصمة التنزانية دار السلام بالتعاون مع الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، والاتحاد الدولي لرابطة أطباء سرطانات الأطفال في أبريل الماضي".

وأطلقت في تلك المشاركة دعوتها إلى ضرورة أن تكون الإستراتيجيات الوطنية لمواجهة سرطانات الأطفال جزءًا أساسيًا من جميع البرامج الوطنية لمكافحة السرطان والأمراض غير المعدية في مختلف دول العالم، ولا سيما في الدول الفقيرة والمتوسطة الدخل.

وفي سبتمبر الماضي قامت الشيخة جواهر بزيارة لقسم الأطفال بمستشفى "نيويورك برسبيتريان" للسرطان بنيويورك، التابع للمركز الطبي بجامعة كولومبيا، وأطلقت خلالها المبادرة العالمية الجديدة للأطفال المصابين بالسرطان تحت اسم «حقيبة الأبطال» وتتضمن كتبًا وهدايا متنوعة، تهدف إلى إدخال المرح إلى قلوب الأطفال المرضى والتخفيف من معاناتهم.

كما تشارك في معظم فعاليات ونشاطات الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان خلال العام، وزارت في العام 2013 مستشفى الأطفال للسرطان في لبنان والتابع لمستشفى سانت جود لبحوث الأطفال بالولايات المتحدة، وقدمت مكتبة تضم العديد من كتب الأطفال هدية للمستشفى.

جمعية أصدقاء مرضى السرطان
وإضافة إلى ذلك تعمل من خلال جمعية أصدقاء مرضى السرطان على ربط برنامج سرطانات الأطفال التابع للاتحاد الدولي لمكافحة السرطان مع مبادرة مهمة أخرى برئاستها تحت مسمى «سلام يا صغار»، وهو صندوق تم إطلاقه في العام 2010 لتحسين المستوى الصحي والتعليمي والمعيشي للأطفال في فلسطين.

وتعمل الشيخة جواهر من خلال جمعية أصدقاء مرضى السرطان التي أسستها في العام 1999 على تقديم العلاج والرعاية لأكثر من 1000 مريض مصاب بالسرطان من الأطفال والنساء والرجال المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة وتعمل على ربط برنامج سرطانات الأطفال التابع للاتحاد الدولي لمكافحة السرطان مع مبادرات أخرى برئاستها كمؤسسة القلب الكبير.

وكان مجلس إدارة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان الذي يتخذ من جنيف بسويسرا مقرا له اختار في شهر يونيو 2013 قرينة حاكم الشارقة سفيرة دولية للإعلان العالمي للسرطان وأول سفيرة دولية للسرطان لسرطانات الأطفال في العالم ضمن برنامج الإعلان العالمي للسرطان.

وجاء اختيار الشيخة جواهر لهذا المنصب تتويجا لجهودها الكبيرة على المستويين المحلي والدولي في دعم السياسات الرامية إلى تعزيز الجهود لمكافحة مرض السرطان بأشكاله كافة وإطلاق المبادرات لرفع الوعي العام بين أفراد المجتمع بخطورة المرض وضرورة الكشف المبكر عنه والعمل على تأمين أفضل السبل لعلاج المرضى والعناية بهم وبعائلاتهم.

الجريدة الرسمية