رئيس التحرير
عصام كامل

"بايرن" ينتفض لكن المعجزة خانته


قدم بايرن ميونيخ كل ما لديه من إمكانيات على ملعبه في ذهاب نصف نهائي الأبطال أمام برشلونة، لكن لم يكن ذلك كافيا لمحو هزيمة ذهاب الدور، ولهذا لا حرج على جوارديولا مادام أن ميسي هو السبب.

كما كان متوقعًا خرج البافاري من الدور نصف النهائي من مسابقة أبطال أوروبا، لكنه خرج كفرس جامح منتشٍ بطعم الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين أمام برشلونة الذي تأهل إلى نهائي المسابقة بإجمالي خمسة أهداف مقابل ثلاثة.

عقيدة بايرن في هذه المباراة، أنه وإذا كان لا بد من الانحناء أمام مثلث الرعب الكاتالوني، فمع حفظ ماء الوجه وبرأس مرفوعة ومن ثمة سعى البافاري إلى تحقيق الانتفاضة ذاتها التي قام بها أمام بورتو البرتغالي في دور الثمانية حين فاز في الإياب (6-1) بعد خسارته في الذهاب (3-1) خارج قواعده، وقدم في مباراة مساء أمس الثلاثاء، مقارنة بمباراة الذهاب الأسبوع الماضي أداء أفضل عبر كرة جميلة وحماسة مشتعلة، ما ساعده على الاحتفاظ بسجل خال من الهزائم على أرضه بآليانس أرينا منذ انطلاقة الموسم الحالي لمسابقة دوري الأبطال.

لكن وأمام خسارة الإياب الثقيلة (3-0)، كان بايرن بحاجة بالأحرى إلى معجزة وليس إلى انتفاضة، لكن المعجزة غابت عن سماء ميونيخ، وكان هذا هو الدرس الذي استوعبه لاعبو الفريق الألماني وأكده قائد الفريق فيليب لام حين علق على المباراة بالقول "لقد قدمنا كل ما لدينا، كنا نؤمن بالمعجزة لكننا في الحقيقة انهزمنا في مباراة الذهاب وليس اليوم".

وبخلاف الأسبوع الماضي، كشر بايرن عن أنيابه وخلق فرصا عديدة للتهديف تحاكي منافسه الكاتالوني، وكانت الدقائق الأولى من المباراة تنبئ بلقاء استثنائي، لكن هذا الانطباع لم يدم أكثر من 15 دقيقة تراجعت بعد ذلك وتيرة المبارة بعد أن تأكد للفاعلين أن نتيجتها حسمت عمليا قبل أسبوع.

وبعد أن افتتح المدافع المغربي المهدي بنعطية باب التسجيل في الدقيقة السابعة، عدل نيمار النتيجة في الدقيقة 15، مستفيدًا من أخطاء دفاعية قام بها بنعطية نفسه، وذلك قبل أن يضيف النجم البرازيلي الهدف الثاني من تمريرة من سواريش، فقلل برشلونة بعد ذلك من حدة ضغطه لكن دون أن يفقد من خطورته ومن فاعليته.

هدفا بايرن اللاحقين، حملا توقيع كل من الخطير روبرت ليفاندوفسكي وتوماس مولر(59) و(74)، ليثبت الأخيران أنهما لا يقلان خطورة عن الجناحين آريين روبن وفرانك ريبري الذين جرى الحديث عن غيابهما دون هوادة في المراحل الأخيرة من منافسات الموسم.

اعتبارًا من مساء الثلاثاء بات رسميًا في ميونيخ أن بايرن لم يحصد من الألقاب هذا الموسم سوى لقب درع الدوري، وهذا ليس إنجازًا حسب مقاييس الفريق الذي حدد الثلاثية كهدف لهذا الموسم، خاصة أنه لم يتعاقد مع مدرب عادي من أجل هذا الغرض، وإنما مع بيب جوارديولا صانع مجد برشلونة الخالد.

ولأن الجميع كان متأكدا من أن برشلونة ستكون آخر محطة لبايرن في هذه المسابقة، بقي السؤال الذي يفرض نفسه هو كيف سيودع بيب جوارديولا هذه البطولة؟ بنجاح! يقول الأخير، مؤكدًا أنه "فخور جدا" بلاعبيه في إشادة بما قدموه على ملعب آليانس أرينا.

بالنسبة لجوارديولا فإن الخسارة أمام عبقرية ميسي تشفع لكل مدرب، ومن ثمّ فهو ليس بحاجة إلى الدفاع عن نفسه رافضا الحديث عن موسم "فاشل".

جوارديولا في لقائه الصحفي فور انتهاء المبارة مع قناة "سكاي" الرياضية الخاصة تعمد الحديث عن خططه المستقبلية مع الفريق لتأكيد أنه باق معه ولا ينوي الرحيل عنه. وسبق له قبل يوم واحد فقط أن نفى رحيله إلى مان سيتي كما تردد في تقارير إعلامية عدة.

بدوره القيصر فرانس بيكنباور المدير الشرفي للنادي والذي عادة ما تفهم تصريحاته كقياس للمزاج العام بأروقة نادي بايرن ميونيخ، تحدث عقب المبارة لقناة "سكاي"عن ضرورة أن يقضي المدرب فترة طويلة مع الفريق حتى يصل معه إلى النتائج المرجوة، ما يعني أن جوارديولا باقٍ دون شك على الأقل حتى نهاية عقده عام 2016.

وفي الوقت الذي سيكون فيه المدرب الكاتالوني في إجازة مفروضة، سيتوجه زميله وصديقه لويس أنريكه إلى العاصمة برلين، حيث سيقام في السادس من يونيو على ملعب العاصمة برلين، نهائي البطولة، في مباراة بات برشلونة المرشح الأوفر حظا مهما كان الفائز في لقاء ريـال مدريد أمام اليوفي في إياب نصف النهائي.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية