رئيس التحرير
عصام كامل

المتنافسون على الرئيس.. وجريمة التخلي عن الدولة !


ثمة حاجة ماسة لتغيير ثقافة المصريين وإشاعة روح الأمل والتحدي لديهم فلسنا أقل من اليابان التي ضربت بقنبلة نووية لكنها تعافت وانطلقت بعد أقل من 20 عامًا كأفضل القوى الاقتصادية عالميًا ولا أقل من البرازيل أو سنغافورة أو كوريا أو إندونيسيا، ولكل منها تجارب تشبهنا وتتماشى مع ظروفنا وإمكانياتنا.


مطلوب إذن إشاعة روح التغيير والأمل ونزع ما قد يطرأ من بواعث الإحباط الذي يتسلل إلى الرأي العام عبر شرذمة قليلة من الإعلاميين الذين يتنافسون في الأساس على الرئيس وليس على مصالح مصر العليا.. هؤلاء نفر من الإعلاميين المتحولين الذين أيدوا السيسي ودعموه في البداية ثم انقلبوا عليه ولا ندري فيم كان التأييد.. ولا أسباب التراجع والنقد غير المبرر!!

قد يكون الاختلاف أو حتى الخلاف على قرار الحكومة أو تصرف لمسئول أو سلوك للحكم أمرًا طبيعيًا في مصر الآن لكن أن يصل الأمر لحد الاستهداف المنظم وإهالة التراب على كل ما يحدث فذلك ليس في مصلحة الدولة ولا المواطن وكنت أرجو أن يسأل الناقدون للرئيس والحكومة أنفسهم ماذا يفعل الرئيس وحكومته لعلاج اختلالات تراكمية في السياسة والاقتصاد والأحوال الاجتماعية لشعب جرى استنزافه والاستبداد به على مدى عقود وعقود.. هل يُسأل الرئيس مثلًا عن ضعف الأحزاب أو شيوع الفساد كثقافة وممارسة يومية تبدأ من صغار المتنفذين وصول لكبارهم في أجهزة ومواقع مختلفة في ظل غياب الردع وسوء تطبيق القانون وبطء العدالة وعوار التشريعات وتضاربها..هل مطلوب من الرئيس في أشهر معدودات أن يغير ثقافة المصريين.. ألا يكفي أنه حافظ على أركان الدولة من التحلل والاستقطاب والحرب الأهلية التي جرى التخطيط لإغراق البلاد في أتونها.. ألا يكفي الرئيس أنه أطلق مشروعات قومية طموحًا مثل قناة السويس واستصلاح المليون الفدان وتعبيد آلاف الكيلومترات من الطرق وغيرها على الأقل في الأشهر القليلة الماضية.

صحيح أن الحكومة لا تزال تعمل بالأفق القديم، ويمارس بعض مسئوليها طقوسًا بيروقراطية والعمل بمنطق ردود أفعال الدولاب القديم دون مراعاة ما تخوضه الدولة ورئيسها من حرب ضروس ضد الإرهاب المتآمر ولا صعوبة الأوضاع الاقتصادية التي خلفتها السنوات الأربع العجاف الماضية بعد ثورة يناير..لكن التركيز على نصف الكوب الفارغ والحياد والتخلي عن مؤازرة الدولة حتى يكتمل تعافيها جريمة ترقى إلى درجة الخيانة.

الجريدة الرسمية