مبروك.. مصر دشنت رسمياً الحرب الأهلية
مازلت أتذكر وجوه زملائى وأصدقائى الذين كانوا يقولون بفخر: "إحنا انتخبنا مرسى عشان نشيله"، والآن أرى على وجوههم الحسرة والألم، ولكن فى ذات الوقت المكابرة لكن مهما كان، فما فات قد فات، وسوف تدفع البلد ثمناً غالياً لهذا الاختيار التعيس، ففى الأيام الماضية دشن التنظيم السرى للإخوان وحلفاؤه من السلفيين البداية الرسمية للحرب الأهلية فى مصر، والتى لن يدفع ثمنها فقط من "عصروا على نفسهم الليمون"، ولكن الملايين.
أسس الصراع المسلح بدأت منذ تولى مرسى السلطة، فقد حشد ميليشياته المسلحة لقتل وتعذيب المعارضة أمام الاتحادية وغيرها. وعندما انفضح هو وتنظيمه حاول وسيحاول باستماتة أن يصبح جهاز الشرطة بديلاً عن الميليشيات، أو للدقة متعاونا معه.. فتأخذ طابعاً رسمياً و"كمان ببلاش"، لأن تكلفته سيدفها الشعب الذى سيتم سحله وقتله.
وعندما تمردت قطاعات واسعة من الشرطة، فكروا فى عمل شرطة موازية كما قال الكثير من قياداتهم، وحتى يعطوها الغطاء الرسمى الشرعى جعلوها فى إطار دعوة باطلة، فجاء قرار أو مناشدة النائب العام الإخوانى للمصريين بأن "يقبضوا على بعض"، أو للدقة مناشدته للتنظيم السرى للإخوان وحلفائه بأن يقبضوا على خصومهم، وكل واحد "مضايق من جاره أو من رئيسه"، ويسلمه لوزير الشرطة الإخوانى.
الحج الباطلة التى يروجها هذا التنظيم السرى وحلفاؤه هى أن المادة التى تجيز لأى مصرى أن يبقض على من يشاء موجودة فى القانون من زمان، وهذا عذر أقبح من ذنب لسببين، الأول أنهم يعرفون جيداً أن الظروف الحالية التى تمر بها البلد من احتقان وغليان، ستجعل هذه المادة سلاحاً فى يدهم لقتل وسحل المعارضين من مختلف الفئات، وثانياً إذا كنتم تقولون إنكم ضد نظام مبارك الديكتاتورى ومن سبقوه، فلماذا تستخدمون قوانينه.
لذلك أدهشنى أن صديقى وزميل العمر المذيع والصحفى اللامع عمرو الليثى يردد بعد أن استضاف من يؤيدون الإخوان، بأن هذه المادة الكارثية لن تكون هناك مشكلة فى تطبيقها ومفيش خوف منها، ففى الحقيقة فهو يعرف جيداً أن هذا غير صحيح بالمرة، أو على الأقل فى الظروف الحالية سيكون تطبيقه محفوفا بمخاطر لا أول لها ولا آخر.
والآن لا أعرف هل مازال أصدقائى وزملائى الذين "عصروا على نفسهم ليمون"، يرون أنهم محقون فى "هننتخب مرسى عشان هنعرف نشيله"؟!!