في ذكرى وفاته الأولى.. «مجدي النجار» شاعر برتبة عميد

«الغائب الحاضر» تعتبر تلك الجملة هي التي تنطبق بكل معانيها على الشاعر الراحل مجدى النجار، فعلى الرغم من أن الموت غيبه عن جمهوره وعشاق كلماته، إلا أن رصيده الفنى ما زال يتحدث عنه، مجدى النجار لم يكن شاعرًا يمسك قلمه ويكتب أبياتا من الأغانى فقط بل إنه شريك أساسى في نجاح وظهور عدد كبير من المطربين الذين يدينون له بالفضل، وعلى رأسهم الهضبة عمرو دياب والذي اعترف بنفسه أن من أسباب نجاحه في بداية مشواره الفنى الشاعر الكبير مجدى النجار، والذي تعاون معه في أول ألبوم طرحه عام 1986 بعنوان "هلا هلا" وكتب له فيه أربع أغانٍ وهي "يصعب علينا"، "هلا هلا"، "راحل" و"مية مية"، وكانت تلك الأغنيات بمثابة انطلاقة حقيقية في مشوار عمرو دياب.

رحلة نجاحه مع عمرو دياب

النجار استمر تعاونه مع الهضبة بعد ذلك وقدما معًا العديد من الألبومات والأغانى الناجحة منها ألبومات "خالصين"، "ميال"، "شوقنا" و"متخافيش"، ويعتبر النجار هو الشاعر الوحيد الذي استمر في التعاون مع عمرو دياب حتى وفاته، فمن المعروف عن الهضبة بث مواهب جديدة في كل ألبوم يقوم بطرحه، إلا أن مجدى النجار كان حالة فريدة من نوعها، وكان دائما يطلب منه الهضبة عمرو دياب كتابة كلمات الأغنيات وإرسالها له وهو ما كان يفعله النجار دائما خاصة أيام سفر الهضبة وإقامته مع أولاده في لندن، فكان دائما يرسل له الكلمات عبر الإيميل ويتم تسجيلها داخل أحد الاستديوهات في لندن.

إنجازاته مع المطربين المصريين والعرب

وعلى الرغم من النجاحات الكبيرة التي حققها مجدى النجار مع عمرو دياب إلا أنه حقق العديد من النجاحات مع مطربين داخل مصر وخارجها وعلى رأسهم كلٌ من أصالة، محمد العزبى، محمد فؤاد، ميادة الحناوى، مدحت صالح، هانى شاكر، وائل كفورى وبهاء سلطان، ولكنه في آخر سنوات عمره كان يقوم بكتابة أغانٍ للهضبة فقط.

حياته الشخصية

كانت حياة الشاعر الكبير مجدي النجار بعيدة تمامًا عن الأضواء والإعلام والميديا، فكان دائما يهوى الجلوس بمنزله القديم بمنطقة إمبابة، وكان يصف هذا المنزل بأنه «وش الخير عليه»، وقال في أحد حوارته قبل شهور من وفاته «البيت ده شاف أجمل سنين عمري علشان كدة بحب أقعد فيه لغاية الفجر كل يوم».

فكان دائما يجلس بصحبة أصدقائه في وزارة الداخلية، والذي لا يعرفه الكثيرون أنه كان يعمل بالشرطة المصرية حتى حصل على رتبة عميد عام 2003 وتقاعد بعدها، وكان وقتها يحرص على جلوس ابنه الأصغر "الحسين" بجواره في منزله القديم، لحبه الشديد له نظرًا لأنه آخر أولاده، وقام بتسميته بهذا الاسم لحبه الشديد لـ "آل البيت" والحسن والحسين.

سبت فراغ كبير

تعتبر تلك الجملة هي الجملة التي نهى بها "النجار" مشوار حياته في مجال الكتابة، فهى الأغنية التي غناها الهضبة في ألبومه الأخير، من كلمات النجار، وكأنه يكتب لجمهوره إحساسهم به عقب وفاته والتي حدثت بعد طرح ألبوم الهضبة بأيام قليلة وجاءت حفلة الهضبة احتفالا بالألبوم ليرفع فيها لافتات تحمل نفس الجملة "سبت فراغ كبير" وسط دموع من الجمهور وصديق عمره عمرو دياب.