أبطال ومسوخ
ذات يوم عندما ظن البعض أن مصر وقعت بين يدي المشروع "الإخوأمريكي" للأبد وأنها لن تقوم لها قائمة، بل ستخضع لحرب أهلية وتقسيم، وحين خاف بعض من ظنوا أن البطولة هي مجرد دور في مسرحية فتحولوا من رجال حقيقيين إلى مجرد كومبارس تحركهم جماعة الإخوان كما تشاء، أو كومبارس ليس عندهم إلا بعض الحكايات المثيرة عن تاريخهم النضالي الكبير وأدوار البطولة التي قاموا بها في أزمنة سابقة!
وحين لمعت عيون بعضهم طمعا وظنا منهم أن جماعة الإخوان هي البقرة الحلوب التي ستغمرهم بالخير كله وأنهم سيملئون خزائنهم من فيضها الذي لا ينفد، وتمويلها الخارجي الذي لا ينضب، وحين ارتمى في أحضان العشق الإخواني المحرم حسن نافعة وعبد الجليل مصطفى ويسري فودة وعلاء الأسواني وأيمن الصياد وعمرو حمزاوي وحمدي قنديل، وحين ظهر الوجه الحقيقي للمدعو محمد الجوادي، والمدعوم "سيف الدين الإخواني عبد الفتاح" والمدعوج ـ أي المجنون ـ علاء صادق، والمدعوق محمد محسوب، والمتعوس سليم العوا، وخايب الرجا أيمن نور، وحين اجتمع المتعوس بخايب الرجا أنجبا "خيبة الأمل الإخواني راكبة جمل أمريكاني".
حين ذلك كله كان هناك رجال يؤمنون بأن مصر لن تقع في أيدي خوارج المسلمين وتتار الأمريكان أبدا، وأن التاريخ دائما يقف في صف مصر، وأن الله جعلها آمنة إلى يوم الدين، ولكن حماية الأوطان لا تتحقق بالأمنيات، ولكن دونها كما يقول العرب "خرط القتاد"، وكان من الذين خرطوا القتاد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كان قائدا حقيقيا في معركة مصيرية، وكان انحيازه للوطن فارقا في معركتنا مع أهل الباطل.
وقد سار على الشوك وخرط القتاد أيضا أفراد لو أحصيتهم لما كفتهم مجلدات، كان منهم جريدة "فيتو" وفريقها الوطني الذي حوَّل الجريدة إلى حصن من حصون الوطن، وشن من خلال حصنه هذا حربا ضارية ضد جماعة الإرهاب العميلة، وكشف عمالتها وخيانتها بفدائية وشجاعة كانت مثار الدهشة، وكان أيضا قضاة مصر ومجلس إدارة ناديهم الذي وقف ضد طوفان الإرهاب بصلابة منقطعة النظير وكان من هؤلاء الأبطال المستشار مصطفى خاطر والمستشار خالد المحجوب، ولا يمكن أن ننسى رموزا مصرية ثقافية كانت في اعتصامها الكبير بوزارة الثقافة الأثر الأكبر في ثورة شعب، ولا يمكن أن نغفل الذكر عن وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم وانحيازه الرائع لثورة الشعب، حقا كان في مصر أبطال وكان في مصر مسوخ.