رئيس التحرير
عصام كامل

«الإفتاء»: الصلاة في مساجد الأضرحة صحيحة ومشروعة


أكد مرصد التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية، أن هدم المساجد وتفجيرها حرام شرعًا، ولا يصدر إلا عن فئة مجرمة لا تراعي حرمة ولا قدسية.

جاء ذلك في أعقاب قيام تنظيم منشقي القاعدة "داعش" بتفجير أكبر مساجد ناحية بادوش غربي الموصل بالعراق، مبررًا جريمته بوجود مقابر داخله.

وأشار المرصد في بيان صدر اليوم الجمعة، أن ما تذرع به القائمون بهذا التفجير من أن هذه المساجد تحتوي على قبور تجب إزالتها هو تذرع ينم عن جهل بالشريعة الإسلامية ومقاصدها وتطرف فكري وأيديولوجي يحول بينهم وبين فهم النصوص الشرعية على وجهها الصحيح.

وأكد مرصد الإفتاء أن بيوت الله من شعائره التي يجب أن تعظّم، مصداقًا لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ}.

وأضاف أنه لا ظلم يفوق ظلم من منع ذكر الله في المساجد وسعى في خرابها وهدمها، وانتهاك حرمات المساجد، أو التعدي على إقامة ذكر الله فيها، فقال تعالى {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن منَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.

وأشار المرصد إلى أنه رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث عن فضل المساجد وقدسيتها، ومنها ما روى الشيخان في صحيحيهما أن عثمان بن عفان ، رضي الله عنه، قال سمعت النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول (مَنْ بَنَى مَسْجِدًا - قَالَ بُكَيْرٌ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ - بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ) ما روى أبو هريرة أنه، عليه الصلاة والسلام، قال (أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا)

ولفت مرصد دار الإفتاء النظر إلى أن القول إن المساجد التي تحتوى على قبور يجب أن تهدم أو تفجر يعني أن أوّل مسجد يجب أن يفجر، حسب عقيدتهم، هو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يضم قبره الشريف، وهذا ما لا ولن يقره أحد من المسلمين من مجتهديهم وعامتهم، بل هو مخالف لما عليه إجماع الأمة من زمن الصحابة الكرام إلى يومنا هذا.

وشدد مرصد الإفتاء على أن ما يثار مِن أن الصلاة في المساجد التي بها أضرحة الأولياء والصالحين هي صلاة باطلة فقولٌ مبتدَع لا سَنَد له، بل الصلاة في هذه المساجد صحيحة ومشروعة، وذلك بالأدلة الصحيحة الصريحة من الكتاب والسُّنَّة وفعل المسلمين سلفًا وخلفًا، والقول بتحريمها أو بطلانها قولٌ باطل لا يُلتَفَتُ إليه ولا يُعَوَّلُ عليه.
الجريدة الرسمية