رئيس التحرير
عصام كامل

«نتنياهو» ينقذ حكومته بتسليم حقيبة القضاء لعضوة متطرفة بـ«الكنيست».. إيليت شاكيد عضوة بـ«البيت اليهودي».. مسئول قضائي: لا تعرف أهمية سلطة القانون.. ومواقفها تهدد منظومة ا


نجح بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، في تشكيل ائتلاف حكومي جديد برئاسته قبل ساعة و43 دقيقة من انتهاء مهلة 42 يوما، التي منحها له الرئيس الإسرائيلي، بموجب القانون لتشكيل حكومة، وذلك بعد أن أنقذه حزب البيت اليهودى الذي دخل الائتلاف بعد حصوله على حقيبة القضاء.


حقيبة القضاء
وأعلن نتنياهو تسليم حقيبة القضاء لعضوة الكنيست المتطرفة عن حزب البيت اليهودى "إيليت شاكيد" والتي تنازل عنها نتنياهو مرغما من أجل استكمال النصاب القانوني لحكومته القادمة.

تنازل نتنياهو
أما حزب البيت اليهودي فيرى في حصوله على وزارة القضاء في حكومة نتنياهو إنجازا كبيرا، وذلك بسبب إرغام نتنياهو على التنازل عن الوزارة التي كان يسعى لتعيين أحد المقربين من حزب الليكود فيها، ولم يتم توقيع الاتفاق بين الليكود وحزب البيت اليهودي على الاتفاق الائتلافي حتى الآن.

إيليت شاكيد
وأثار طلب تعيين شخصية مثل إيليت شاكيد لتترأس وزارة حساسة جدا بسبب مواقفها المتطرفة جدلًا واسعًا داخل النظام السياسي في إسرائيل.

يشار إلى أن وزارة العدل في إسرائيل، هي المسئولة عن سلامة وبقاء السلطة القضائية في إسرائيل، تقف على مفترق طرق بين السلطة التشريعية والتنفيذية في إسرائيل.

ودخلت الشابة إيليت شاكيد مؤخرا السياسة الإسرائيلية وأحدثت عاصفة كبيرة، ووصلت إلى المركز الثاني في قائمة حزب البيت اليهودى للكنيست بعد رئيس الحزب نفتالي بينيت.

وقالت التقارير الإسرائيلية:" إن شاكيد (39 عاما) نشأت في تل أبيب، وانضمت إلى الحركة الكشافية بل وكانت على رأس الكتيبة"، ولكن من كان يصدق أنها ستصل من هناك إحدى النساء الأكثر إثارة على خريطة السياسة الإسرائيلية.

وفازت منذ الثانوية في الانتخابات التي جرت في مدرستها عندما مثلت حزب الليكود، ونشأت في بيت منقسم من الناحية السياسية: "كانت والدتها معلمة لدراسات الكتاب المقدّس ويسارية في آرائها، بينما كان والدها، المولود في العراق، مدقّق حسابات وأحد أعضاء حزب الليكود".

خدمت إيليت في الجيش باللواء جولاني وبعد تسريحها درست في جامعة تل أبيب، وحصلت على لقب مهندسة الكهرباء وعلوم الحاسوب.

وبدأت إيليت سيرتها المهنية في السياسة عندما عملت مديرة لمكتب نتنياهو بين عامي 2006-2008 عندما كان يتولى منصب زعيم المعارضة.

وقادت إيليت شاكيد حملات ضد الإذاعة الأكثر انتشارا في إسرائيل (إذاعة الجيش)، مدعية أنها تشغل أشخاصا يساريين ولا تسمح لمذيعي اليمين بالانضمام إليها والبث منها، بل وقادت مع أعضاء حزبها حملة عنصرية شرسة ضد ظاهرة المتسلّلين إلى إسرائيل من الدول الأفريقية ودعت إلى طردهم وإعادتهم إلى أوطانهم.

اليمين المتطرف

ويتوقع الإسرائيليون أن تقود إيليت شاكيد النظام القضائي في الدولة العبرية في فترة من أصعب الفترات في تاريخها، فيما تحاول أن تعزز قوانين ولوائح تخدم بها جمهور ناخبيها من اليمين الإسرائيلي المتطرف.

مخاوف في القضاء
وأشار موقع واللا، الإخبارى العبرى إلى مخاوف المسئولين في وزارة القضاء الذين أعربوا عن قلقهم إزاء اختيار عضو الكنيست ايليت شاكيد لمنصب وزيرة القضاء بسبب مواقفها المتطرفة، والتي تعد بتنفيذ الأجندة الخاصة بها، ويتمنون أن تعتدل في مواقفها بعد تسلمها الوظيفة كي "لا تولّد انفجارات".

وفي المقابل يحذر مسئول قضائي من أنها: "لا تعرف معنى أهمية سلطة القانون"، وأشار إلى أنه تم وعد يوفال شطاينتس بهذا المنصب، والذي تردد في البداية كون زوجته قاضية، لكنه تراجع في الأيام الأخيرة عن معارضته لتسلم هذا المنصب، إلا إن ذلك لم يساعده في النهاية.

بعض المسؤولين في وزارة القضاء أعربوا عن قلقهم من تعيين شاكيد، لكنهم يحاولون التعامل بشكل طبيعي، وقال مسئولون في الوزارة، بتفاؤل حذر: "من السهل الصراخ من خارج الوزارة، لكنها ستتحدث بصورة مختلفة عندما تصبح مسئولة عنها"،.

أعرب هؤلاء عن أملهم بأن تغير شكايد من توجهها فور انضمامها للجهاز القضائي، وأضاف أحدهم: "رغم التصريحات الصعبة الصادرة عنها، إلا أنها لا تعرف كيف ستنفذ كل ما تقوله، وستعرف أن الأمر ليس بسيطًا، فالأمور التي ترى من الخارج لا ترى من الداخل، وستتعرف على الجهاز القضائي الذي ستتعامل معه".

وتأتي هذه الانتقادات لإيليت شاكيد على خلفية اقتراحها لقانون "أمر التفوق" (الاقتراح الذي يسمح بإعادة سن قانون ألغته المحكمة العليا)، والذي عملت من أجل دفعه خلال المفاوضات الائتلافية.

وكان رئيس المحكمة العليا السابق اهرون براك، رد على الاقتراح قائلا: "ليس هناك قانون يتجاوز المحكمة العليا، لكن المشكلة أنه يتجاوز الديمقراطية، وعندما تمس الكنيست بحق الفرد الذي حددته بنفسها، فإنها تمس بالديمقراطية".
الجريدة الرسمية