رئيس التحرير
عصام كامل

تغيرت الوجوه وبقيت منظومة الفشل !


والسؤال المهم.. كيف نأمن على مستقبل أجيالنا الحاضرة والقادمة في ظل تعليم بهذا التردي وخدمات بهذا التراجع وصحة معتلة وإهمال صار هو سيد الموقف..أين مثلًا مشروع التأمين الصحي الذي صدعتنا به الحكومات المتعاقبة..ومتى يرى النور في ظل عجز أكثر من 30 مليون مواطن عن دفع ثمن الرعاية الصحية والتي يدفع المصريون نحو 70% تكاليفها.


وهل ثمة إجراءات رادعة في ملف الفساد وخصوصًا فساد المحليات وهل تغير أداء المحافظين أم أنه لم يختلف عما سبق.. فتغيرت الوجوه وبقيت منظومة الفشل وضعف الكفاءة وربما تدهورها عما كانت عليه من قبل !!

وهل يفسر ذلك الفجوة المتزايدة بين المواطن والحكومة.. وهل عرفنا السر في عدم تصديق الناس لما تقوله الحكومة..لماذا يحملونها مسئولية ما هم فيه من عناء وعشوائية وانفلات وتدهور في الخدمات والمرافق واعتلال في الصحة وتخلف في التعليم وغلاء في الأسعار ؟!

المواطن يشعر كأن شيئًا لم يتغير..فلا هو يعرف كيف يجرى تعيين المسئولين ولا إقالتهم..ولا تزال سياسة ردود الأفعال هي المسيطرة..وترك كبار الموظفين المسئولية لصغارهم وهؤلاء لا يعنيهم رضا الناس أو سخطهم على الأداء الحكومي..ثمة حلقة مفقودة وغياب واضح للحس السياسي والمسئولية السياسية.. والسؤال: ألا تستلزم مرحلة حرجة كهذه نهجًا ومنهجًا حكوميًا مغايرًا في التعامل والشفافية والمصارحة..ألم يحن الوقت للبحث خارج الصندوق عن الحلول والأشخاص..فهل تملك الحكومة الحالية القدرة على ذلك والأهم هل تملك أصلًا الرؤية اللازمة لذلك..هل ثمة إدراك بأنه لا نهضة حقيقية دون إصلاح التعليم والصحة والعدالة والقضاء على الفقر والتخلف والبيروقراطية والفساد..فهل تعيد الحكومة تقييم أدائها والأهم هل هي بالفعل قادرة على تحسين ذلك الأداء..؟!
الجريدة الرسمية