الاستشعار عن بعد والنفاق عن قرب
أطلقت مصر القمر الصناعي "سات 2 " في العام الماضي من قاعدة أوكرانية وبمساعدة تكنولوجية روسية لأسباب علمية وحربية وهذا عمل تقوم به بعض الدول لزوم التنمية والأمن القومي وما إلى ذلك.. وكان التصميم الأساسي للقمر أن يظل يعمل ويرسل المعلومات اللازمة لمدة أحد عشر عاما وهذا طبعا بناءً على ما تقوم به الوحدة الأرضيّة العلمية المكلفة بإدارته وتوجيهه والتقاط المعلومات وتحليلها وإرسالها إلى الإدارات المعنية والذي نعرفه أن هذا القمر سات ٢ تم تصنيع أكثر من نصفه في مصر وهذا شيء إيجابى مشجع وتكلف أربعين مليون دولار ويتبع هذا القمر هيئة الاستشعار عن بعد وهى هيئة حكومية وهنا المشكلة..
تقول الأنباء الواردة من روسيا إن القمر المصري سات ٢ قد توقف عن الإرسال وقد اختفى..وهذا راجع إلى العنصر البشرى لأن القمر قد يكون تلقى أوامر خاطئة تؤدي إلى فقدان الاتصال بالجهاز أو فقدان القدرة على التواصل معه.. وذلك ناتج من تصرفات موظفى الحكومة التي لا تبالى بمصلحة الدولة والاستهتار بالمسئولية لعدم الانضباط في العمل وعدم محاسبة المخطئ وتلك التصرفات التي يتميز بها الجهاز الحكومى من الإهمال وإهدار المال العام بلا رقيب أو حسيب.
والغريب في الأمر أن مؤسسة الفضاء الروسية أكدت انقطاع الاتصال بالقمر سات ٢ لسوء الإدارة..ولكن مؤسسة الاستشعار عن بعد أفادت أن القمر يعمل وهو فوق إيران ويزور مصر عشر مرات في اليوم. سبحان الله.. أخبار متناقضة..ولا أحد يعرف الحقيقة.. التي هي دائما غائبة في "أرض الكنافة"... وهذا مثال دقيق للتسيب والإهمال والتنصل من المسئولية.. وطريقة عبد المأمور.. ومن يقول إنه عبد المأمور كأنه يعلن كفره ووثنيته لأنه يفترض في الإنسان أن يكون عبدا لله..
ويحذرنا المولى عز وجل ويقول لنا: "إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين" بمعنى أننا كلنا مسئولون..الفرعون الذي أمر.. والجندى الذي قتل "وكلهم آتيه يوم القيامة فردا" الوزير والغفير لا فرق...الفساد في البر والبحر..والنفاق عن قرب للحكام وضياع الحقوق وإهدار الأموال - من المسئول عن ضياع هذا القمر والجهد الذي بذل والمال الذي أهدر وما كان سيرسله من معلومات فلا استفدنا من الاستشعار عن بعد ولا أوقفنا النفاق عن قرب..وكان الله بالسر عليم !