رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. صرخة أهالي جزيرة "وراق العرب".. أكوام القمامة تحاصر المنازل.. والأطفال يلهون في مياه الصرف الصحى.. المستشفى الوحيد خارج نطاق الخدمة.. وغياب تام للوجود الأمني


ربما لن ترى على تلك الوجوه التي ستعرض عليك سوى السخط التام على جأش الطبيعة أو حرارة الشمس التي أثرت فيها، لتظهر هذه البشرة السمراء هول ما رأت من متاعب في الحياة، وما تحمله هذه الملامح في طياتها من قسوة نابعة من غضب، إلا أن هؤلاء الناس أصروا على الدفاع عن حقوقهم في الحياة رافعين شعار "ﻻ تراجع وﻻ استسلام".


في جزيرة "وراق العرب" لن ترى سكانها سوى وسط القمامة، التي تسيطر على أغلب المناطق بها، حيث تجد منازل وسط أكوام ﻻ تنتهى من القمامة وأطفاﻻ يلعبون بها ويلهون ببحيرات من الصرف الصحي هربًا من حرارة الشمس الحارقة.

جزيرة منسية
وعن الخدمات الطبية التي يقدمها لهم المستشفى الموجود بالجزيرة، فتنتهى بانتهاء أوقات العمل الرسمية التي حددتها الحكومة لهم، أي بعد أن تتجاوز الساعة الثانية يمكن لهم الموت بسلام، ويمكن أن ننسى الدور الأمنى للحكومة بالجزيرة، حيث تنتظر الشرطة دائمًا وقوع الكارثة للوجود بالمكان، فهناك لن ترى نقطة تفتيش أو قسمًا خاصًا أو حتى أفراد حماية الأمن، بمعنى أدق إنها الصورة الأمثل للإهمال الحكومي والخدمى إنها حقا جزيرة منسية خارج دائرة الحسابات.

إهمال الحكومة
رصدت عدسة "فيتو" الأوضاع المعيشية لسكان الجزيرة وأهم المشاكل التي تقابلهم بها، فقالت سيدة تدعى أم محمد: إن الجزيرة محاطة بكم كبير من القمامة وإن أكثر ما يهمنا هو إدخال المجارى والمياه النظيفة، فالمياه هنا دائمًا عفنة ﻻ يمكن الشرب منها ونضطر لشراء الماء النظيفة من العربات التي تقوم بتوزيع الماء مقابل جنيه أو جنيه ونصف الجنيه للزجاجة.

وأضافت أنه ﻻ توجد بالجزيرة أي نوع من أنواع الخدمات الطبية والمستشفى الوحيد الموجود بالمكان خارج الخدمة بعد الثانية ظهرًا". 

غياب الأمن
وأردفت أخرى قائلة إن أكوام القمامة تحاصر المنازل وﻻ يمكننا تحملها أكثر من ذلك والأطفال دائمًا تصيبهم الأمراض بسبب اللعب بها، أما الرائحة في الصيف ﻻ تطاق، فإلقاء القمامة ﻻ يقتصر فقط على المساحات الخالية أمام المنازل وعلى أطرافها بل يمتد إلى إلقائها بمياه النيل، موضحة أن أي محاوﻻت لمنع السكان من إلقاء القمامة، قد يتسبب في حدوث كارثة قد تصل إلى القتل أحيانًا ومع الغياب الأمنى التام بالجزيرة، حيث ﻻ يوجد نقطة تفتيش واحدة أو أفراد لحماية الأمن أو أي أقسام تابعة للجزيرة فأصبح الوضع ﻻ يطاق".
الجريدة الرسمية