رئيس التحرير
عصام كامل

أستاذة علم نفس: دعوة خلع الحجاب لا تختلف عن دعوة الإخوان لارتداء النقاب


وصفت الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، أصحاب المبادرات والدعوات المتعارضة مع العرف الاجتماعى بـ «المغيبين» وغير المدركين لطبيعة المجتمع المصري.

وأشارت إلى أن هدف البعض من الدعوات الشاذة مثل تقنين الحشيش والدعارة هو البحث عن الشهرة ولفت الانتباه، مشددة على أن السبب في انتشار تلك الدعوات تقصير الأزهر في القيام بدوره وغياب وزارة الثقافة عن المشهد.

وأضافت أستاذ علم النفس: أن الهدف الرئيسى من بث تلك الدعوات هو هدم الشباب، والذي يمثل 60% من المجتمع المصري، مؤكدة أن أصحاب تلك المبادرات لن يختلفوا عن الإخوان المسلمين في شيء، فكل منهم يهتم بتغيير المجتمع في الشكل وليس الجوهر.. وإلى نص الحوار.


> ما التحليل النفسى لمن يتبنى مبادرات تتعارض مع العرف الاجتماعى أو الدين مثل خلع الحجاب أو تقنين الدعارة والحشيش؟
كل ظاهرة لها تحليل خاص بها، فمثلا دعوة خلع الحجاب من أطلقها شخص هدفه الوحيد نقل ثقافة غربية للمصريين، فشريف الشوباشى لا نستطيع أن نقول إنه غير عقلاني، بالعكس هو شخص مثقف ولكنه غير ملم بما يدور بمجتمعه، وهدفه نقل ثقافة تهدم المجتمع، فربما يكون على عداء مع الوطن في بعض التقاليد فيحاول الشعور بالحرية في أجساد الآخرين، ويحاول بث دعوات تتعارض مع الدين وأعراف المجتمع، فمن يدعو إلى خلع الحجاب يدخل في صراع الثقافات، ونقل ثقافة غربية إلى مصر بهدف تغيير الشكل دعوة لا تختلف عن دعوة الإخوان المسلمين إلى ارتداء النقاب والتشدد في الحجاب، فكل منهما ينظر إلى الشخص كشكل خارجى فقط، ويكون لديه القدرة على امتلاك جميع الأجندات السياسية في تحقيق أهدافه.

> وما الهدف الرئيسى من وراء من يتبنون تلك الدعوات؟
الشهرة هي الهدف الرئيسى، وبعضهم يرفع شعار «خالف تعرف» فعندما يطرح صاحب الدعوة قضية مخالفة ومنافية للكثير فيظهر بشكل كبير على الساحة الإعلامية، وهو ما يريده فيحقق هدفه ويشبع رغبته في تحقيق هدفه، وتختلف أيضا الدعوات من بعضها البعض ومن الداعين لها، فيوجد أشخاص يريدون توصيل رسالة ضد الثقافة التي يتبناها المجتمع، وأشخاص غرضهم الأساسى سياسي، وآخر هدفه الشهرة.

> ومن يساعد هؤلاء الأشخاص في انتشار تلك الدعوات؟
توجد وسائل كثيرة أكثرها خطورة الإنترنت، وهو الوسيلة الأولى في انتشار أصحاب الدعوات الشاذة لأن مواقع التواصل الاجتماعى مجتمع افتراضى يمكن الوصول إلى نسبة كبيرة من الشعب من خلاله، وهو أسلوب حديث في تشتيت الأفكار وتبديد الطاقات للشباب.

> وكيف يتم التعامل مع أصحاب هذه المبادرات هل بالحوار أم بالملاحقة القضائية؟
هؤلاء الأشخاص لا يدركون معنى الحوار؛ لأنهم مقتنعون بفكرة معينة يبذلون قصارى جهدهم لتطبيقها، فهم يريدون الظهور في القنوات الإعلامية والصحف، والملاحقة القضائية لا نستطيع تطبيقها في جميع الدعوات مثل الحجاب.

> وبمَ يصف علم النفس السياسي هذه الدعوات؟
تلك الدعوات تسمى بحروب الجيل الرابع وهى الحرب المعلوماتية، فالحروب بين الدول تغيرت وتعددت أشكالها، فأصحاب هذه الدعوات هدفهم الرئيسى تدمير شعب كامل من خلال المعلومات ومحاولة الإقناع بشتى الطرق، حتى وإن كانت غير مشروعة.

> وما هو تأثير طرح تلك الدعوات على الشباب؟
تدمير الشباب الذي يمثل 60% من الشعب المصري، فتلك الدعوات موجهة بالأساس إلى الشباب، خاصة الفئة العمرية من 18 حتى 25 عاما.

> ظهرت مبادرة لتقنين الحشيش وأخرى لإباحة وجود المثليين والدعارة لماذا هذه الدعوات في هذا الوقت؟
السبب الرئيسى في انتشار تلك الدعوات في هذا التوقيت تحديدا هو غياب الدور المجتمعى والسياسي والثقافى بالإضافة إلى وجود أصحاب مصالح وراء تلك الدعوات، فمثلا الدعوة إلى تقنين الحشيش وراءها بعض المنتفعين.

> وما دور الدولة والمجتمع المدنى في الحد من هذه الدعوات؟
ينبغى أن يكون الأزهر في طليعة المؤسسات المناهضة والمبينة لفساد تلك الدعوات، لكن الأزهر لا يقوم بدوره الحقيقى في مواجهة الفئات الضالة، بالإضافة إلى غياب الدور التنويرى لوزارة مثل الثقافة، وعدم استضافة التنويريين من علماء النفس والاجتماع لشرح مفاسد تلك الدعوات.

> وما النتائج التي تترتب على عدم مواجهتهم؟
يترتب عليها ظهور دعوات أخرى كارثية مصر في غنى عنها تماما.

> وما مفهوم الاحتشام في الملبس ودلالاته وتأثيره النفسي؟
يجب أن نعلم أن مفهوم الاحتشام يختلف من بنت لأخرى، فهناك من ترى الحشمة في التشدد في الملبس؛ لأن ذلك يعطيها إحساسا بالعفة وتحترم ذاتها أمام الآخرين، وأخرى تفضل التحرر وتشعر براحة نفسية في ذلك.

> وما التحليل النفسى للسيدات اللاتى يستجبن لدعوة خلع الحجاب بعد ارتدائه؟
هؤلاء فتيات مشتتات نفسيا وليس لديهن قناعة بأى شيء في حياتهن ويعتقدن أن الحرية هي مجموعة من الملابس فقط كلما خلعت كلما تحررت.
الجريدة الرسمية