رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا فشل الإعلام الأمنى؟


لماذا فشل الإعلام الأمني فى الفترة الماضية في التواصل مع وسائل الإعلام ؟ .. الإجابة ببساطة أن بعض القائمين عليه تصوروا أنفسهم في معركة بين الشرطة والصحافة وهو أمر غير وارد تماما في ذهن أية مؤسسة صحفية تدرك حجم التضحيات التى يقوم بها أبناؤنا فى الشرطة دون أن يمنعنا ذلك من الدفاع عن الجهاز بمواجهة أي ملامح فساد قد تطول شرفاءه من الداخل.

والتغييرات الأخيرة التى أجراها وزير الداخلية في قطاع الإعلام الأمنى جاءت على نحو موفق إذ إن إسناد هذه المهمة إلى رجل يحمل مسئوليات ملف حقوق الإنسان داخل واحد من أهم القطاعات الأمنية والتى نتصور أنها الأكثر أولوية، يجعل من ملف الإعلام الأمني أداة تواصل بين الجماهير والوزارة عبر وسائل الإعلام بعد أن حاد عن الطريق.

في الآونة الأخيرة فقد الإعلام الأمني بوصلته حيث انهمك القطاع دون أن يدرى القائمون عليه في معركة من أجل الدفاع عن الخطأ متجاهلا أن دوره الحقيقي هو دقة المعلومة المتوفرة حول الوقائع والأحداث التى تدور ويكون الجهاز الأمني طرفا فيها .. تناسى بعض القائمين عليه أنهم أداة معرفة وخاضوا معارك ضد وسائل الإعلام ظنا منهم أن وسائل الإعلام متورطة في الهجوم على الجهاز الأمني وهذا غير صحيح إذ إن غاية القائم بالاتصال هى الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة.

وأحسب أن سقوط قطاع الإعلام الأمني في مستنقع اللاهدف ليس لأن القطاع خال من الكفاءات أو الخبرات حيث يؤكد الواقع أن قطاع الإعلام الأمني يزخر بعدد من الضباط الأكفاء الذين قاموا على مدار تاريخه بأدوار مهمة في توضيح الحقائق للرأى العام .. لقد جاء الانحياز بسبب عدم فهم بعض قادته لدوره الحقيقي وأظن أن من تولوا مسئوليات قيادية داخله في التغيير الأخير هم من ذلك النوع الذي يعي جيدا دوره في استجلاء الحقيقة دون الانغماس في معارك لا ضرورة منها.

ويبقى أن نشير إلى أن الخطوات الأولى التى تم اتخاذها وفق التغيير الجديد اعتمدت على مد جسور التعاون بين المؤسسات الإعلامية بكافة تنويعاتها وبين الجهاز الأمنى لتوفير المعلومات الدقيقة حول ما يقوم به جهازنا الأمني وبصورة يومية، على أن نجاح هذه المهمة يحتاج من كافة زملائنا مد يد العون إلى الإدارة الجديدة لكى تنجح في مهمتها دون أن يكون للقطاع الحق فى منع الصحفيين من أداء دورهم كما حدث من قبل.
الجريدة الرسمية