رئيس التحرير
عصام كامل

نصر العرب (2)


سألت نفسى ماذا لو امتلك الإخوان أو السلفيون كما يطلقون على أنفسهم في مصر قوة حزب الله في لبنان وأسلحتهم وحب الناس لهم كما هو حُب الناس لحزب الله في لبنان ؟ فبكل هذه الإمكانيات لو أراد حزب الله أن يحكم لبنان لحكمها عن إرادة شعبية مكتسحة من الشعب اللبنانى.


نعم الشعب اللبنانى منقسم إلى شيعة وسنة ومسلمين ومسيحيين ودروز وغيرها وكل طائفة لها مناطق تقطن بها ولكن نرى حزب الله على مسافة واحدة من كل هذه الطوائف فقد تعلم الشعب اللبنانى مرارة الحروب الأهلية المفتعلة وأدرك أن الدنيا لا بد لها من جميع الألوان متلاصقة ومتلاحمة.

عرفت أن ابن السيد حسن نصر الله الشهيد هادى حسن نصر الله، قد استشهد خلال أعمال المقاومة من زمن ولم يتاجر الرجل باستشهاد ابنه ولم يعرف الكثير حتى الآن خبر استشهاده فلو كان ابن أحد قيادات الإخوان لتاجر الإخوان بموته لإثارة مشاعر أنصارهم ولكن السيد حسن نصر الله لم يفعل ولكنه دفن ابنه وسط آلاف الشهداء ولم يخصص له مقبرة خاصة في مكان خاص بل إنه خصص لنفسه لحدا (مقبرة) وسط شهداء المقاومة وأوصى بدفنه فيها بعد استشهاده.

عجبت عندما سمعت أن هناك أوامر موجهة إلى كل أفراد مقاومة حزب الله أنه مرفوض أن يقع أحد منهم تحت الأسر في خلال حربهم مع إسرائيل وإن حدث فأشرف له أن يفجر نفسه. فهى قلوب تدافع عن الأرض حتى الموت وعلى إيمان قوى جدًا بشرف الشهادة في سبيل الوطن.

وأعجبنى جدًا ما رأيته في مليتا وهى أشبه ببانوراما حرب أكتوبر عندنا في مصر ولكنها مصنوعة بأيدى شباب مهندسين لبنانيين قاموا بتصميمها وتنفيذها فأنت تشعر عندما تجوب المكان كأنك وسط معركة فعلية شىء مذهل وما أذهلنى في بداية زيارتى لمليتا أغنية نصر العرب التي جعلتنى أقف وأصفق لها بشدة فكلماتها تقول:
نصر العرب سيف الغضب
على دروب النصر مشينا
جبنا الأمجاد وجينا
ما فى قوة بتهزمنا
ما فى قوة بتلغينا
نصر العرب سيف الغضب
مجد الرسالة اللى انكتب
والدم اللى عالأرض انسكب
أرض الفدا موت العدا

وجاءوا بها بمطربين وممثلين من جميع أقطار الدول العربية ليشاركوا في هذا العمل ليُشهر أن انتصار حزب الله في لبنان ليس انتصارا لحزب الله ولكنه انتصار للعرب جميعًا معلنًا أن عدو الشرق الأوسط كله هو الكيان الصهيونى وهو السرطان المزروع بداخله وأن العرب كيان واحد وجسم واحد إن أُصُيب جزء منه تداعى بقية الجسم بالألم وعدم الاستقرار وعدم مقدرته على النمو والرخاء، مشيرًا إلى أن عدونا واحد فلا يجب أن ننسى.

إننا نحن العرب، مغيبون بسبب الإعلام لم أقل إنه مضلل ولكنها وجهة نظر القناة أو المذيع وإنما الحقيقة شىء مختلف.
كم أتمنى الآن أن أجوب معظم الدول العربية وأقوم بزيارة إيران وتركيا وأوربا حتى أعرف الحقائق كما هي فهل في العمر بقية ؟ وهل يمكن هذا؟ فالله المستعان. 
فلك الله يا شرق حماك الله ورعاك.

الجريدة الرسمية