سعيًا للشهرة وليس تجديدًا للخطاب الديني !
فالمناظرة رغم نجاحها في كشف تهافت البحيري ما يدفعنا للظن بأن هدفه من إثارة القضية لم يكن تجديد الخطاب الديني كما زعم بقدر ما كانت سعيًا للشهرة وطلبًا لزيادة نسب المشاهدة لبرنامجه لكنه للأسف بدا مفتقدًا احترام الآخر وثبات الموقف، كما تورط في مزالق فقهية واضحة، رافضًا ما ارتضاه لنفسه، واصفًا غيره بالتخلف، وصادر على غيره حق توجيه النقد إليه، وارتضى لنفسه "الاجتزاء" المخل من كتب وأحاديث وروايات، فضلًا على استخدامه المجحف لمصطلح "إجماع الفقهاء".
لكن المناظرة أثارت بلبلة ومثلت تضييعًا للأولويات الواجبة للوطن والأمة في مفترق طرق.. بين حدود يهددها الإرهاب وأطماع خارجية، ودولة تبحث عن انتعاشة اقتصادية وترجمة فعلية لنجاحات مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، ناهيك عن مجافاة الهم اليومي لملايين المصريين الباحثين عن فرص أفضل في الحياة أو عن لقمة العيش.
لقد خسر البحيري كثيرًا.. ولن تقوم له قائمة بعد سقوطه في المناظرة أمام العلماء الأجلاء ولقد لحق صاحب قناة القاهرة والناس نفسه وقدم اعتذارًا للناس وأوقف برنامج البحيري.
ونكمل غدًا.