رئيس التحرير
عصام كامل

المشهد المشوش.. وجريمة الوزير!


مشهدنا الحالي خليط مشوش من زحام الأخطاء وتراكمات الفوضى وانفلات الإعلام والشارع على نحو لم يشهده تاريخنا كله.. فحين يتهكم وزير الثقافة مثلًا من "بدانة" إحدى الموظفات بوزارته، ولا يرى في ذلك ما يستوجب "الاعتذار" رغم تدخل رئيس الحكومة بنفسه للمصالحة بين الوزير ومرءوسته وهو الأمر الباعث على الدهشة أيضًا.. وحين لا يعتذر وزير التربية والتعليم عن واقعة "حرق الكتب" بإحدى المدارس رغم إحالته وكيلة وزارته بالجيزة للتحقيق، رافضًا فعلتها رغم تأكيدها أنها أبلغت مكتب الوزير بذلك ولم تتلق اعتراضًا منه.. فكيف نفسر ذلك وأيهما نصدق.. الأغرب أن يبدي الوزير تعاطفه وتفهمه لحسن نوايا مديرة المدرسة التي وقعت الواقعة في دائرة مسئوليتها.. لا شك أنها جريمة بكل المقاييس يجب أن يحاسب عليها الوزير.


أؤكد أن أمر الاعتذار لا يشغل بال وزراء ومسئولين كثيرين عندنا، يخطئون جهلًا أحيانًا.. وعمدًا أحيانًا أخرى بل يرتكبون في حق البلاد أفظع الجرائم والكوارث في مختلف أوجه الحياة في غياب الرقابة والقانون.. بخلاف اليابانيين مثلًا الذين لا يكفون عن المراجعة والمحاسبة والاعتذار كلما دعت الحاجة لذلك.. لكن ما يحدث عندنا هو تبرئة كل مسئول لنفسه وغسل يديه من أوجه القصور إذا انكشفت.. فكيف نفسر مثلًا ما وقع في حرم جامعة القاهرة مؤخرًا وتحديدًا أمام كلية الآداب من معارك دامية بين الأمن الإداري وبعض طلبة الإخوان.. ومن سمح بدخول السنج والمطاوي والشماريخ إلى الحرم الجامعي.. وهل خرج علينا مسئول ليعتذر ولو عن تقصيره في مراقبة أداء مرءوسيه.. كلا.. وألف كلا.
الجريدة الرسمية