رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل زيارة وفد أمريكي إلى مصر لإقناعها باستيراد اللحوم المهرمنة.. دراسة: الهرمونات تسبب السرطان والنضج الجنسي المبكر.. الاتحاد الأوروبي يمنع استيرادها.. ومقرر لجنة سلامة الغذاء يهدد بالاستقالة


كشفت دراسة اجرتها الدكتورة صفاء أبو السعود، الباحثة في وحدة الهرمونات بمعهد بحوث صحة الحيوان، عن أثر الهرمونات المخلقة على صحة الإنسان.


وأكدت خلال دراستها أن مركبى "الزيرانول والترنبولون" هما المستخدمين في حقن الحيوانات لزيادة وزنها، وهما مماثلان لهرمونى الذكورة والانوثة لدى الإنسان، وأشارت إلى أن الأزمة تكمن في المركبات التي يحدثها هذان الهرمونان بعد تكسيرهما داخل الجسم بواسطة الكبد.

وأضافت الدراسة أن بعض الهرمونات تساعد في عملية بناء البروتين، وبالتالي زيادة نمو العضلات وتحسين نمو الحيوان وزيادة إنتاج اللبن وتسمى محفزات النمو، ومن أهمها الهرمونات الأسترويدية كهرمون الذكورة (التستوستيرون) والهرمونات الأنثوية كهرموني (الأستروجين والبروجيستيرون)، بالإضافة إلى استحداث هرمونات مصنعة أخرى من شأنها محاكاة تلك الهرمونات التي يفرزها الجسم بشكل طبيعي ومن أبرزها وأكثرها شيوعا في الآونة الأخيرة هو هرمونا الزيرانول والترنبولون.

وأكدت صفاء أبو السعود أن استخدام تلك الهرمونات كمحفزات للنمو لزيادة الإنتاج الحيواني ومضاعفة الربح هو سلاح ذو حدين، إذ أن المتبقيات الضارة من هذه الهرمونات ترتبط بنفس مستقبلات الهرمون الطبيعي ومن ثم تحدث خللا في التوازن الطبيعي لوظائف الجسم، بالإضافة إلى صعوبة التخلص منها كمتبقيات ضارة في جسم الإنسان، إلى جانب إحداثها مركبات جديدة أكثر ضررًا.

وأشارت الدراسة، إلى أن هناك معايير كثيرة تحكم استخدام تلك الهرمونات التي تختلف من دولة لأخرى، فهناك بعض الدول التي تستخدم الهرمونات كمحفزات للنمو مع منع ذبح الحيوان قبل الفترة المحددة التي بها يصل الهرمون في جسم الحيوان إلى النسبة المسموح بها دوليا، والتي تنظمها بعض المنظمات الدولية.

وأكدت أن الاتحاد الأوروبي يجرم استخدام الهرمونات كمحفزات للنمو، وكذلك يمنع الاستيراد من الدول المستخدمة لها، وذلك منذ عام 1998 وإلى الآن، لضمان الحفاظ على الصحة العامة للإنسان.

مخاطر الهرمونات
أما عن مخاطر تلك الهرمونات فتؤكد الدراسة، أن الخطورة تكمن في وجود متبقيات هرمونية في جسم الإنسان خاصة المخلقة منها كونها تترسب في الدهون تحت الجلد، بالإضافة إلى صعوبة التمثيل الغذائي لها بواسطة الكبد ومن ثم صعوبة التخلص منها بشكل نهائي مما يؤدي إلى زيادة احتمال حدوث مخاطر عديده من أهمها النضج الجنسي المبكر وعدم انتظام الطمث مع تزايد احتمال الإصابة بسرطان الثدي لدى الإناث، وظهور علامات أنثوية في الفتيان الصغار مع خلل في نمو الأعضاء الذكورية الجنسية لديهم.

جدير بالذكر، أنه في نوفمبر 2010 نشرت وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) قائمة تضم 134 مادة كيميائية تعتبر من الأسباب الرئيسية لإحداث الخلل الهرموني في جسم الإنسان وما له من تبعات، وتشمل هذه القائمة عددا كبيرا من المبيدات الحشرية والمنتجات البلاستيكية والبتروكيميائية، إلى جانب وجود نشاطا كبيرا يحدث في الخارج للتحايل على أجهزة كشف الهرمونات بابتكار توليفات جديدة من الهرمونات تخدع أجهزة الكشف وهو ما يعد خطرًا داهمًا.

وكان وفدًا أمريكيًا يضم علماء متخصصين في الصحة الحيوانية بالجامعات الأمريكية ومندوبين عن وزير الزراعة الأمريكى، ورئيس رابطة مصدرى اللحوم الأمريكية، وممثلين للسفارة الأمريكية بالقاهرة، وصل القاهرة، ليعقد اجتماعًا مع اللجنة المسئولة عن وضع المواصفات القياسية لاستيراد اللحوم، اليوم الاثنين، لإقناعها بإلغاء منع دخول اللحوم المحقونة بالهرمونات الصناعية إلى مصر، والتي قررت اللجنة منع استيرادها وفق مواصفات قياسية جديدة لاستيراد اللحوم.

وأكد الدكتور مصطفى عبدالعزيز، مقرر لجنة وضع المواصفات القياسية لاستيراد اللحوم، في تصريحات خاصة لــ«فيتو» أن الاجتماع الذي يجمعهم مع أعضاء الوفد الأمريكى يعد الثانى، بعد اجتماعات وجولات من المفاوضات في وقت سابق نجح خلالها الجانب الأمريكى في إقناع الجانب المصرى إلغاء منع استيراد اللحوم المحقونة بهرمونات طبيعية مع منع الهرمونات الصناعية.

وأشار عبدالعزيز إلى استعداده تقديم استقالته من اللجنة مرة ثانية، في حالة الموافقة على ما يروج له الوفد الأمريكى بعدم ضرر الهرمونات المخلقة التي تؤدى إلى الإصابة بالسرطانات، إلى جانب مخاطرها الأخرى على صحة الإنسان.

وأكد مقرر لجنة سلامة الغذاء، أن الجانب الأمريكي يطالب الجانب المصرى بإجراء أبحاث دقيقة على البشر المستهلكين للحوم المحقونة بهرمونات صناعية لإثبات ضررها، وهو الأمر الذي أكد عبدالعزيز أنه غير قابل للتحقق عمليًا.
الجريدة الرسمية