رئيس التحرير
عصام كامل

أبوإسماعيل يهدد ويحذر الجيش!!


طبعا أنا مع رفض حازم صلاح أبوإسماعيل رئيس حزب الراية لعودة الجيش إلى الحكم، مثلما قال فى المؤتمر الصحفى الذى عقده بمناسبة تأسيس تحالف انتخابى للأحزاب السلفية، لكن لست طبعا مع لغة التهديد التى استخدمها "لن نسمح بعودة الجيش"، وأكمل طبقا لما نشرته المصرى اليوم "يجب على الجميع أن يستعد للنزول إلى الميادين للدفاع عن حقوقه".


فالرسالة واضحة وهى كما أتصور:

* الرفض النهائى لأى دور للجيش، فالخطة التى يريد تحقيقها الإخوان والسلفيون، هى السيطرة الكاملة على مؤسسات الدولة بما فيها الجيش، ولن يتراجعوا أبدا عن تحقيقها، فبعد أن أصبح الإخوان ومعهم السلفيون فى سدة الحكم، يريدون "الاستفراد بالمصريين"، لينفذوا حلمهم فى دولة دينية.

* قبل أن أكمل أرجوك لا تصدق أن هناك فارقا بين الإخوان والسلفيين، فالفارق فى الدرجة وليس فى النوع، بمعنى آخر الفارق فى الترتيب الزمنى، فالسلفيون يريدون الدولة الدينية الآن..الآن وليس غدا، والإخوان سيحققون ذات الهدف ولكنهم يعرفون أنه سيأخذ وقتا أطول.

* كما أرجو ألا تصدق أن تصريحات "أبوإسماعيل" هدفها فقط منع الجيش من الحكم مرة أخرى، فإذا كان كذلك فأنا معه، وكتبت من قبل كثيرا رافضا ذلك، ولكن الهدف هو السيطرة الكاملة على الجيش، ففى الحقيقة هو عقبة كبيرة أمام تحقيق الحلم الإخوانى السلفى بالدولة الدينية.

* شخصيا لا أثق بأن المؤسسة العسكرية لها أيديولوجيا أو عقيدة تدافع عنها. أقصد أنها على سبيل المثال ليست مشغولة بالدولة المدنية الحديثة.
ربما يكون فيها بعض الأصوات ترفض الدولة الدينية، لكن فى كل الأحوال فالفارق ضخم بين شكل الدولة أيا كان وبين الخراب والفوضى وأظن أن هذا ما سوف يرفضه الجيش كمؤسسة حتما.

* إذن فأبوإسماعيل رفض وسيرفض أيضًا أن يكون الجيش حارسا للدولة المصرية، إذا حدث لا قدر الله جل علاه، ووصلنا إلى الفوضى وأصبحنا على حافة الدمار، كما يرفض طبعا أن تكون المؤسسة العسكرية حارسة للملعب الديمقراطى إذا حدث وأراد الإخوان وحلفاؤهم من السلفيين وغيرهم تدمير قواعد اللعبة الديمقراطية.
 
* لذلك سوف تتصاعد مثل هذه التصريحات المهددة المنذرة لنا وللجيش بالميليشيات، وهى بالضبط التحذيرات التى كانوا يقولونها أثناء الانتخابات الرئاسية، لعل القارئ يتذكر تصريحاتهم "إما مرسى رئيسا أو الفوضى والخراب".

ووقتها بلع الكثيرون الطُعم، ومنهم مؤسسة الجيش.

لكن هذه المرة لا أظن أنهم وأننا سنكررها.

الجريدة الرسمية