رئيس التحرير
عصام كامل

ياسر برهامى «نائب رئيس الدعوة السلفية»: إحنا «مش بتوع سلطة».. ولا زيت وسكر


  • >>الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان وعلينا أن نجدد أفكارنا
  • >> نصف من في السجون ليسوا إخوانًا.. وقضاياهم تحتاج إعادة نظر
  • >> طرق صوفية تسعى لنشر التشيع في مصر.. وإعلاميون وقعوا في «فخ إيران»
  • >> مستعدون لخوض الانتخابات في أي وقت.. ولن ندفع بـ«شيوخ الدعوة» في «ماراثون النواب»


كعادته دائمًا بدا الدكتور ياسر برهامى متحفظًا في إجابته عن التساؤلات التي تشغل الرأي العام حول واقع التيار السلفى ومستقبله في مصر، ورغم تأكيده عدم رغبة السلفيين في حكم مصر أعلن القيادى السلفى استعداد حزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية خوض الانتخابات البرلمانية في أي وقت.
«برهامي» الذي ملأ الدنيا ضجيجًا بفتاويه المثيرة للجدل اكتفى في حواره لـ«فيتو» بردود دبلوماسية حول رأيه في قضايا الإخوان وإمكانية إجراء مصالحة بينهم والدولة، والإشارة إلى أن نصف من في السجون لا ينتمون للجماعة الإرهابية وأن قضاياهم تحتاج إلى إعادة نظر من الحكومة.
ولم ينس القيادى السلفى المعروف توجيه «كتف قانونى» لوزارة الداخلية بتأكيده وجود ممارسات غير إنسانية تمارس ضد المحتجزين في السجون داعيًا إلى سن قوانين تعاقب المتجاوزين من الضباط وأفراد الشرطة.
«برهامي» اتهم طرقًا صوفية «لم يسمها» بالسعي لنشر التشيع في مصر، مشيرًا إلى أن إعلاميين كبارًا وقعوا في «فخ إيران» ويسهمون في نشر أفكارها.. وإلى نص الحوار..

> في البداية.. ما تقييمك للوضع العام في مصر والدول العربية؟
الوضع الحالي في مصر وفى المنطقة العربية برمتها ما زال مضطربًا وهو ما يؤثر بالسلب في الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية نظرًا لدور مصر الريادى في الشرق الأوسط، لذلك علينا أن ندرك كم المخاطر التي تواجه المنطقة العربية ككل ومصر بشكل خاص وعلينا جميعًا أن نتكاتف من أجل المرور من هذه الأزمة الطاحنة.

> ما الأخطار التي تواجه الوطن العربى بشكل عام؟
هناك مخاطر كثيرة تواجه العالم العربى وعلى رأسها التغريب بصورته الفجة ومحاولته طمس الهوية العربية والإسلامية للدول العربية وتغيير معالم الحياة، والخطر الثانى يتمثل في المد الشيعى لإيران وكان البعض يظن ذلك تشددًا إلا أنه وضح مؤخرًا محاولة إيران إنشاء إمبراطورية إيرانية صفوية رافضة تتوسع من بلد لآخر من خلال نشر جذور الفرقة بين أبناء الشعب، كما يستخدمون المال والجاه من أجل ترغيب البعض، وعلينا أن ندرك أن كل دولة بها طوائف مستعدة للتحالف مع أي كيان ليصل إلى السلطة بشكل أو بآخر، وأقرب مثال لذلك "الزيدية" التي تتعاون مع الحوثيين من أجل الوصول للسلطة.

> هل هناك من يرغب في التواصل مع الشيعة في مصر؟
بالفعل هناك بعض الطرق الصوفية التي تهدف إلى التشيع من خلال الزيارات التي تجريها لإيران وغيرها من الدول التي يسري بها المد الشيعي طبقًا لخطة بعينها، كما يوجد إعلاميون وصحفيون وقعوا في الفخ الإيراني ويمهدون للمد الشيعى من خلال رفضهم التدخل المصري في اليمن وهم لا يدركون أن ذلك أمن قومي، كما نجد بعض المشايخ المحسوبين على مؤسسة الأزهر الشريف ينددون بالتدخل في اليمن، وهو ما يؤكد أن هناك إمبراطورية يتم التأسيس لها.

> ماذا عن موقف الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور من الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
ننتظر تعديل القانون الخاص بممارسة الحقوق السياسية، ولا أعتقد أنه من الممكن عقد الانتخابات قبل حلول شهر رمضان الكريم وعلى أي حال نحن على استعداد لخوض الانتخابات البرلمانية في أي وقت وحسبما تتوافق القوى السياسية المؤثرة الموجودة على الساحة.

> هل سن القوانين والمواجهات الأمنية كافية لدحر الإرهاب؟
الفكر لا يواجه إلا بالفكر، لذلك يجب وضع خطة شاملة ورؤية محددة حول كيفية مواجهة الإرهاب، بعيدًا عن العشوائية حتى لا يتم ارتكاب أخطاء تعطى فرصة للجماعات الإرهابية بالمزايدة بها وازدياد المتعاطفين معهم، أما تطبيق القوانين والاكتفاء بالمواجهة الأمنية فقط فهذا غير كافٍ، وعلينا أن نحدد كيفية التطبيق، وعلينا أن نحجم الأزمة ولا نسمح بتوسيعها بما يؤدي إلى مضاعفتها.

> ما تعليقك على أداء وزارة الداخلية؟
هناك ممارسات داخل السجون وأثناء التحقيق غير إنسانية مثلما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي في لقائه مع وزير الداخلية ومطالبته بإحالة المتجاوزين من الضباط للتحقيق، هذا الأمر يشكل خطرًا كبيرًا، ويضاعف الأزمة ويزيد من اتساع الفجوة بين الشعب والسلطة، ويجب سن قوانين واضحة وصارمة ضد من ينتهك تلك الحدود في التعامل مع السجناء أو غيرهم، وحدوث هذه الانتهاكات دون الالتفات للشرع والقانون فاجعة كبرى تسهل عملية استقطاب الشباب للجماعات الإرهابية.

> ما تعليقك على الأحكام القضائية بحق قيادات وأعضاء الجماعة الإرهابية؟
لا تعليق على أحكام القضاء.. ولست بجهة تحقيق أو جهة منوط بها إصدار الأحكام، لكنني متأكد أن كثيرًا من المعلومات التي تحتوى عليها القضايا تحتاج إلى مراجعات ضرورية لأن هناك أبرياءً ضمن المتهمين، وهناك مواطنون هبوا لمساعدة الضباط بقسم كرداسة إلا أنه تم وضعهم ضمن المعتدين، كما أعرف شبابا كانوا يمشون بجوار تظاهرة دون المشاركة فيها من قريب أو من بعيد إلا أنهم فوجئوا بتوجيه تهم بالمشاركة والانتماء للجماعة الإرهابية وإصدار أحكام ضدهم والقاضى لا يحكم سوى بالورق الموضوع أمامه، لذلك علينا مراجعة هذه القضايا وللعلم أكثر من نصف من في السجون ليسوا منتمين للجماعة الإرهابية.

> البعض يقول إن الدعوة السلفية تكثف من فعالياتها ونشاطاتها على غرار الجماعة الإرهابية؟
نشاطنا الاجتماعى مستمر طوال العام ولسنا أرباب زيت وسكر ولا نستخدم فعالياتنا من أجل الترويج السياسي أو غيره كما يزعم البعض، والإعلام يركز علينا لإظهارنا في موقف غير حقيقى ومشوه بغرض تشويه الصورة الطيبة لدى الشعب المصرى عن الدعوة السلفية ونشاطاتها المختلفة التي تهدف لخدمة المواطنين وتقديم الخدمات قدر المستطاع لهم.

> وكيف ترى أداء الإعلام المصرى في الفترة الأخيرة؟
الإعلام يتعامل مع مصر بشكل عام بطريقة إشعال النار ويزيد من الاحتقان ومضاعفة الصراع الداخلى للبلاد، بجانب محاولاته لتشويه التيار الإسلامى ومحاولة الوقيعة بينه والتيارات الأخرى.

> هناك مخاوف من تولي الدعوة السلفية مقاليد الحكم خاصة بعد فتاوى التكفير التي تنشر على موقعها الرسمى «أنا سلفي»؟
أولًا: نحن غير راغبين في السلطة ولم يتصد أحد لجماعات التكفير مثلما تصدت الدعوة السلفية، والإسكندرية أكبر دليل على ذلك لماذا لا تحدث أحداث إرهابية في الإسكندرية والأمن يعلم ذلك جيدًا نظرًا لدور الدعوة السلفية، ولا توجد من الفتاوى التي أثارت جدلًا إلا وكان مصدرها علماء المذاهب الأربعة وعلماء الأزهر الشريف، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننكر حد «الكفر» لأنه موجود في ديننا، إلا أنه بحدود معينة وبمواصفات بعينها.

> ما موقف الدعوة السلفية من إسلام البحيرى لكونه سبق أن طالب بمناظرة مع علماء السلفية؟
قبل وقف برنامجه، طالبنا أكثر من مرة قناة «القاهرة والناس» بتوفير الوقت اللازم لمواجهة ومناظرة إسلام البحيري والرد على الشبهات التي يطلقها على الأئمة الأربعة والسنة النبوية والدعوة السلفية، وأظن أن ذلك أقل درجات الإنصاف حتى يتسنى لنا الرد على الشبهات المثارة في الوقت الراهن ولكن القناة لم ترد علينا حتى الآن.

> ما ردك حول تراجع الدعوة السلفية في الفتاوى الخاصة بترشيح المرأة والأقباط؟
تتغير الفتوى بتغير الزمان والمكان، وهو ليس بتراجع إنما واجب علينا أن نجدد أفكارنا، والدعوة السلفية قبيل ثورة 25 يناير كانت ترى عدم جواز الخوض في السياسية من الأساس إلا أن موقفها تغير تبعًا لتغير الحالة العامة.
الجريدة الرسمية